تؤثر بيئة منزلنا بشكل كبير على علاقاتنا العائلية.
توفر دراسة جديدة نُشرت في Journal of Family Psychology نظرة ثاقبة حول تأثير الاضطرابات الأسرية على التواصل الأسري الصحي.
بقيادة عالمة النفس Jackie Nelson من جامعة Texas، يكشف البحث أن الاضطرابات المنزلية لها تأثير سلبي على التفاعلات الأسرية، مما يؤدي تحديدًا إلى تقليل المشاركة بين المراهقين وأمهاتهم.
تؤكد Nelson على أن وجود الاضطرابات المنزلية لها تأثير ضار، مشيرة إلى أنها تخلق عدم التوافق والتوتر، مما يؤثر على الوظيفة العامة للأسرة.
تقول نيلسون: “التجارب المؤلمة، مثل العيش في بيئة منزلية فوضوية، يمكن استنفاد قدرات الآباء التنظيمية، مما يجعل من الصعب عليهم البقاء مستجيبين ومشاركين بشكل إيجابي مع الأطفال على مدار اليوم”.
تأثير الاضطرابات المنزلية والبيئات المضطربة على الأبناء
من الضروري التعرف على الآثار بعيدة المدى للأسر المضطربة على الأطفال. في ظل غياب المخارج المناسبة والإرشاد الأبوي، قد يعاني الأطفال من:
- تناقص في التقدير الذاتي.
- الشك بالنفس.
- الحيلولة دون التحدث عن مواضيع حساسة بسبب نقص الثقة بالنفس.
لكي ننغمس أكثر في هذه الظاهرة، استطاعت الدراسة استعراض محادثات 109 من الامهات والمراهقين على مدى أسبوع، مع الأخذ في الاعتبار عوامل مثل العمر والنوع والوضع المالي.
ركزت الدراسة بالتحديد على تحاورات المراهقين مع أمهاتهم وتأثير الاضطرابات المنزلية على هذه التفاعلات.
أبرزت الدراسة أهمية الكشف الذاتي للمراهقين – والذي يشير إلى كمية المعلومات التي يشاركها المراهقون تطوعيًا مع أمهاتهم دون أي حث – ووجدت نيلسون أن “الكشف التلقائي” هو عامل رئيسي يُبلغ الآباء عن نشاطات وحياة أبنائهم المراهقين، حيث قد يمتنع المراهقون عن مشاركة المعلومات أو الكذب عندما تُبدأ المحادثات من قبل الآباء والأمهات.
وقد أدت الاضطرابات المنزلية – المميزة بالارتباك والاضطرابات والضوضاء والتكهنات والتشتت ونقص التنظيم – إلى تقليل الانتباه والتفاعل بين الامهات والمراهقين، مما أدى إلى تقليل الكشف التلقائي والمشاركة.
شعرت الأمهات أن أبنائهم المراهقين أصبحوا أقل استجابة خلال الفترات الفوضوية المضطربة، مما أدى إلى تقليل المشاركة من قِبَل المراهقين.
هل هناك علاج لتعزيز التواصل الأُسري والقضاء على الاضطرابات المنزلية؟
لتعزيز التواصل الصحي وتقوية العلاقات، من الضروري تقليل الاضطرابات في المنزل وتعزيز بيئة منظمة ومستقرة وهادئة ومدعومة.
الخبر السار هو أن السبيل إلى بيئة مدعومة ومنظمة ليس بعيد المنال لمعظم الأسر.
يمكن للفرد أن يبدأ في خلق مساحة منظمة في المنزل عن طريق:
- تناول الطعام معًا في أوقات منتظمة.
- تخصيص وقت للتواصل العائلي في كل مساء.
- ضمان لحظات منتظمة لتعزيز الروابط العائلية.
يمكن أن تسهم المساحة المنظمة والمُرَتَّبَة بشكل كبير في التفاعلات الإيجابية بين الآباء والمراهقين.
ذكرت الدراسة أيضًا أن الفتيات يملن إلى مشاركة معلومات أكثر بشكل عام من الفتيان. بالإضافة إلى ذلك، كان هناك انخفاض طفيف في الكشف الذاتي للمراهقين مع تقدم الأيام.
في المستقبل، يتم التخطيط لإجراء بحوث تتبعية في مجالين: مواضيع التواصل (ما هي المواضيع الأكثر والأقل تناقشًا بين الأمهات وأبنائهم المراهقين؟) وديناميكيات الأسرة (كيف يؤثر حجم الأسرة والثقافة على الحوار والكشف التلقائي بين الأمهات والمراهقين؟). وهذا يعد تطورًا مشوقًا ومتفائل لفهم أفضل للعلاقات العائلية وتحسينها.
يمكنك اللجوء إلى طبيب نفسي يقدم لك الاستشارة حول العلاقات الأسرية الصحية وكيفية تفادي الاضطرابات منزلية للمحافظة على الصحة النفسية للأسرة.