طرق تعزيز الصحة النفسية 

طرق تعزيز الصحة النفسية

أود التطرق في هذا المقال إلى موضوع بدأ يتجلى اهتمام الناس به، وبعلم بدأ الكل يبدي له الاهتمام مؤخرا لمدى أهميته ولعلمهم بأن صحتهم النفسية قد تكون هي منبع الفرح في يومه وطريقه للنجاح أو سببًا في مرض قد يعاني منه كما هو الحال لباقي جسده.

ولذلك فإن الصحة النفسية شانها كشأن باقي أعضاء الجسم حيث من الممكن ان تتعب وتحتاج للعلاج. ولذلك فمن المهم الوقاية من الأمراض النفسية وعلاجها حين حدوثها، وترتبط الصحة العقليّة الجيدة بالصحة العقليّة والنفسيّة، إذ إنها المسؤولة عن السلوكيات المعرفية والعاطفية لدى الإنسان، فهي مهمة ليتمكن الإنسان من التفكير والشعور والسلوك بالطريقة الصحيحة، وتُمكن الصحة العقلية الإنسان من الاستمتاع بالحياة وذلك لتحقيق التوازن في حياته.ومن هنا يمكننا تعريف الصحة النفسية وهي جزء أساسي لا يتجزّأ من الصحة، ومن هذا الصدد نشأ دستور منظمة الصحة العالمية على أن “الصحة هي حالة من اكتمال السلامة بدنياً وعقلياً واجتماعياً، لا مجرّد انعدام المرض أو العجز”.

والصحة النفسية عبارة عن حالة من العافية يمكن فيها للفرد تكريس قدراته الخاصة والتكيّف مع أنواع الإجهاد العادية والعمل بتفان وفعالية والإسهام في مجتمعه.

وتعتبر الصحة النفسية من الأمور الأساسية لتوطيد قدرتنا الجماعية والفردية على التفكير، التأثر، والتفاعل مع بعضنا البعض كبشر، وكسب لقمة العيش والتمتع بالحياة. وعلى هذا الأساس، يمكن اعتبار تعزيز الصحة النفسية وحمايتها واستعادتها شاغلاً حيويا للأفراد والجماعات والمجتمعات في جميع أنحاء العالم. وللصحة النفسية أهمية كبرى تعود على الفرد والمجتمع، فهي تزرع السعادة والاستقرار والتكامل بين الأفراد في نطاق المجتمع، كما لها دور مهم في اختيار الأساليب العلاجية السليمة للمشكلات الاجتماعية التي قد تؤثر في سلامة عملية النمو النفسي.

وقد أثبتت الدّراسات الحديثة أنّ الضغط النفسي والغضب من العوامل المُدمّرة لصحة الإنسان ونفسيته، وإذا تفاقم الوضع قد يؤدّي إلى الإصابة بأمراضٍ خطيرةٍ، ورُغم المحاولات العديدة للمُحافظة على الصحّة مثل اتباع الحمية، أو ممارسة الألعاب الرياضية، وغيرها من وسائل وقائية وعلاجية، إلا أنّ الدراسات أثبتت أنّ العَوامل الاجتماعية، والرضا، والسعادة النفسية، ووضع هدفٍ في الحياة له أكبر الأثر في المُحافظة على الصحّةِ الجسدية ولذلك كان الرسول عليه أفضل الصلاة والسلام يوصي أصحابه بعدم الغضب وأن عليهم الرضا والقناعة فهي سبب للسعادة والصحة.

هذا وقد تؤثر الصحة النفسية على الحياة اليومية، والعلاقات الاجتماعية، وكذلك على الصحة الجسدية للأفراد، ومن ناحية أخرى تساهم الضغوط اليومية والروابط الشخصية، والصحة البدنية، في التأثير على الصحة النفسية أيضًا، ويساعد تعزيز الصحة النفسية على الموازنة بين الأنشطة اليومية، والمسؤوليات، والجهود المبذولة لتحقيق الأهداف، و ذلك يمكن الشخص من الاستمتاع في حياته وممارسة أنشطته بشكل طبيعي، بحيث يدرك قدراته الخاصة ويعمل بشكل منتج، ويتمكن من تقديم الخدمة لمجتمعه، هناك عدة طرق لإدارة مشاكل الصحة النفسية ويعتمد اختيار الطريقة المناسبة على الشخص، فهناك طرق قد تكون فعالة في مساعدة بعض الأشخاص وقد تفشل في مساعدة أشخاص آخرين، وقد يحتاج الشخص لاستشارة طبية للمساعدة في تحديد الاحتياجات وطريقة تعزيز الصحة النفسية المناسب له،

 وتشمل طرق تعزيز الصحة النفسية ما يلي:

 تغيير نمط الحياة مثل التوقف عن شرب الكحول، النوم لساعات كافية، والحصول على الغذاء المتوازن. الحصول على وقت خاص بعيدًا عن ضغوط العمل لحل المشاكل الشخصية التي تؤثر على الصحة النفسية. اتباع تقنيات الاسترخاء مثل التأمل، التنفس العميق واليقظة الذهنية. الحصول على الدعم المعنوي من قبل الأشخاص المقربين كالأصدقاء والعائلة. المساعدة الذاتية والدعم الذاتي وتغير أنماط التفكير.

في الختام فإن الصحة النفسية ترتبط بالصحة الجسدية والعقلية للإنسان وتتكامل معها، فلا تكتمل الصحة الجسدية والعقلية بدون الصحة النفسية التي تدفع الإنسان ليحيا بسعادة وبطريقة أفضل راضيًا بكل ما تحمله الحياة من تقلبات، مندفعًا بشكل دائم للتطور نحو الأفضل.

الكاتبة: جمانة بن صديق

اخصائي علم النفس

المراجع:

  • المنظمة العالمية للصحة النفسية.

  • كتاب سيكولوجية الجماهير – جوستاف لوبون

  • كتاب دراسات سيكولوجية – سلامة موسى

  • كتاب أسس علم النفس – عبد الستار إبراهيم

  • كتاب علم الشخصية – لورانس برافين

Leave a Reply