علاج اضطراب طيف التوحد في الأطفال

علاج اضطراب طيف التوحد فى الأطفال | مركز خبراء النفس

هناك مجموعة واسعة من خدمات الدعم للمساعدة في إدارة التوحد ومعالجة احتياجات طفلك الخاصة، إذا كنت ترغب في ذلك.

يقال أن التوحد يوجد على “طيف” لأنه يمكن أن يتجلى بطرق متنوعة من شخص لآخر، حيث لا يتشابه اثنان من الأشخاص المصابين بالتوحد.

إذا كان طفلك مصابًا بالتوحد، قد تنظر في خدمات الدعم العلاجية له، إذا كنت ترغب في ذلك أو إذا كانت هناك حاجة لذلك. يمكن أن تشمل خدمات الدعم العلاجات السلوكية، والعلاجات التواصلية، أو توفير مزيج من هذه العلاجات.

ما يجب فعله بعد تشخيص طفلك باضطراب طيف التوحد

 يتضمن تشخيص اضطراب طيف التوحد (ASD) عادةً تقييمًا شاملاً من قبل أخصائي نفسي أو طبيب أطفال تنموي.

قد يوصي طبيب طفلك أيضًا بسلسلة من الاختبارات، بما في ذلك اختبارات الحمض النووي للكشف عن الحالات الوراثية واختبارات الرؤية والسمع.

بعد التشخيص، قد تشعر بالارتباك ولست متأكدًا حقًا ما الذي يجب فعله بعد ذلك أو من أين تبدأ، أنت لست وحدك، فبالتاكيد يشعر العديد من الآباء بهذا الاحساس.

فيما يلي نظرة على بعض الأشياء التي يمكنك القيام بها بعد التشخيص للتحضير للخطوات التالية.

1. قم بالبحث

البحث عن الخيارات المتاحة الضرورية جزء من العملية العلاجية للتوحد .

عند جمع المعلومات حول الخيارات المختلفة المتاحة، حاول أن تتعلم الكثير قدر الإمكان، اكتب ملاحظات، انظر إلى جميع الخيارات، واصنع قرارًا بناءً على الاحتياجات الخاصة لطفلك، ولا تقلق بشأن ما يقوم به الآخرون.

ما هي التحديات والقوى الخاصة لطفلك؟ اكتب إجاباتك وقدمها في زيارة الطبيب التالية لطفلك.

2. التحدث مع ممارس صحي

التشاور مع طبيب طفلك سيساعدك على توجيه خطواتك التالية بعد التشخيص.

قم بإعداد قائمة من الأسئلة التي ترغب في طرحها على طبيب طفلك مسبقًا حتى تتأكد من الحصول على جميع المعلومات التي تحتاجها.

بعض الأسئلة التي يمكنك أن تنظر في طرحها بعد التشخيص تشمل:

  • هل يحتاج طفلي إلى أي خدمات الدعم العلاجي؟ إذا كان الأمر كذلك، فما مدى الحاجة وما هي أنواع الدعم التي توصي بها؟
  • ما هي أنواع العلاجات أو الرعاية التي ستكون أكثر فائدة لطفلي؟
  • هل سيحتاج طفلي إلى رؤية أي أخصائيين؟ إذا كان الأمر كذلك، هل سأحتاج إلى إحالة؟
  • هل هناك دعم متاح لعائلات الأطفال المصابين بالتوحد؟
  • أين يمكنني الحصول على مزيد من المعلومات؟
  • ما هي أنواع الدعم التي ستعود بالفائدة على طفلي في المنزل والمدرسة؟

3. العثور على دعم محلي

من المرجح أن يكون هناك برامج وموارد في منطقتك قد توفر مساعدة ودعم إضافي لك ولطفلك.

يمكنك الاتصال بالمدارس في منطقتك أو زيارتها للاطلاع على نوع البرامج التي تقدمها، يمكنك أيضًا إبلاغهم بتشخيص طفلك.

إذا كان طفلك يواجه صعوبات في السلوك أو التعلم في المدرسة، فتحدث مع طبيب طفلك حول إجراء تقييم للتعليم النفسي لطفلك، يمكن أن يحدد هذا التقييم ما إذا كانوا مؤهلين للحصول على الخدمات الداعمة.

إذا كنت بحاجة إلى مساعدة في الدفاع عن احتياجات طفلك في المدرسة، يمكن أن يقدم صندوق التعليم والدفاع عن حقوق ذوي الإعاقة إرشادات.

4. الاستعداد للتدخل المبكر

يمكن أن تساعد التدخلات المبكرة في النطق أو السلوك الأطفال (من الولادة حتى سن 3 سنوات) على تعلم الرعاية الذاتية والمهارات الاجتماعية والاتصالية، تساعد هذه الخدمات في إنشاء مهارات أساسية مثل الحديث والتواصل مع الآخرين.

قد تشمل بعض برامج التدخل المبكر الخدمات التالية:

  • علاج النطق
  • علاج العضلات والحركة
  • العلاج الوظيفي
  • العلاج الاجتماعي أو السلوكي
  • العلاج النفسي الفردي (الحديث)
  • العلاج الأسري

سيساعدك طبيب طفلك في العثور على الأخصائي المناسب وفقًا لاحتياجات طفلك.

5. أثناء الانتظار

قد يكون هناك انتظار طويل – أسابيع أو أحيانًا أشهر – قبل أن تتمكن من الحصول على موعد مع أخصائي نفسي أو بدء خدمات الدعم العلاجية.

قد يكون ذلك محبطًا، ولكن هناك بعض الأشياء التي يمكنك القيام بها أثناء الانتظار:

  • تعلم المزيد عن الخدمات المتاحة في منطقتك.
  • جمع مزيد من المعلومات حول تطور أو سلوك طفلك.
  • تعرف على ما يمكن توقعه في موعدك وكن مستعدًا بالأسئلة.

6. اشرك عائلتك

قد يفكر الأطفال المصابون ب طيف التوحد ويتواصلون ويعيشون فى العالم بطرق مختلفة عن الأشخاص غير المصابين بالتوحد (ذوي الاعتياد العصبي).

تلعب العائلات دورًا هامًا في تنمية ورفاهية الأطفال، سواء كانوا مصابين بالتوحد أم لا. فهم تجربتهم الحياتية بشكل أفضل والاستعداد للتعلم عن طيف التوحد يمكن أن يساعد أفراد العائلة المصابين بالتوحد – وكذلك العائلة بأكملها – على الازدهار.

تلجأ بعض العائلات إلى تلقي تدريب العائلة لتعلم تقنيات العلاج التي يمكن استخدامها في المنزل مع طفلهم لتعزيز المهارات التي يتعلمونها خلال فترة علاج طيف التوحد.

قد يستفيد أفراد العائلة أيضًا من الدعم العلاجي الخاص بهم؛ حيث أنه  قد تواجه رعاية طفل مصاب بالتوحد مجموعة من التحديات العاطفية.

إدارة اضطراب طيف التوحد لدى الأطفال

تختلف خدمات الدعم من طفل مصاب بالتوحد إلى طفل آخر مصاب بالتوحد أيضا؛ فكل شخص مصاب بطيف التوحد لديه مجموعة خاصة من الاختلافات السلوكية والإدراكية.

تساعد خدمات الدعم في بناء مهارات اللغة والاتصال الأخرى، حيث يمكن أن تتوفر الأدوات التي تساعد في إدارة السلوك وتحسين المهارات الاجتماعية.

الأدوية

لا تهدف الأدوية الموصوفة للتوحد إلى “علاج” التوحد بالمعنى التقليدي. ومع ذلك، يتم وصف الأدوية في بعض الأحيان للمساعدة في إدارة بعض الحالات التي تشترك بشكل شائع مع طيف التوحد، مثل:

  • الاكتئاب
  • التشنجات
  • مشاكل الجهاز الهضمي
  • مستويات الطاقة العالية والمنخفضة
  • الغضب
  • العدوانية
  • الإيذاء الذاتي
  • القلق
  • فرط النشاط
  • الاندفاعية
  • قلة التركيز
  • أرق

إذا وصف طبيب طفلك دواء له، فقم بمراقبة تقدم طفلك أثناء تناول الدواء، انتبه للآثار الجانبية وتغيرات السلوك، إذا كان هناك أي شيء يثير قلقك، فاتصل بطبيب طفلك على الفور.

التدريب السلوكي وإدارة السلوك

يعتبر التحليل السلوكي التطبيقي (ABA) أحد العلاجات المستخدمة بشكل شائع والتي تشمل استخدام مجموعة من المناهج والتقنيات لتطوير مهارات وسلوكيات جديدة وتقليل السلوكيات الضارة.

يقوم التحليل السلوكي التطبيقي بقياس وتتبع تقدم الطفل باستخدام تعزيز السلوك الإيجابي عن طريق تقديم مكافأة عند إكمال مهمة أو سلوك إيجابي، مثل الثناء اللفظي أو الرموز أو الطعام، فبذلك يتم تجاهل أو تثبيط السلوكيات السلبية والمزعجة.

على الرغم من أن التحليل السلوكي التطبيقي أصبح أكثر شيوعًا في السنوات الأخيرة، إلا أن هناك انتقادات تحوم حول الأساليب وكيفية استخدام هذا العلاج من قبل بعض المتخصصين الطبيين.

للتأكد من أن طفلك يتلقى الدعم الذي يحتاجه، اختر أخصائي سلوك مؤهل تثق به ويتوافق مع احتياجاتك واحتياجات عائلتك.

هناك العديد من أنواع التحليل السلوكي التطبيقي، بما في ذلك:

تدريب التجارب المنفصلة

تعلم كل خطوة فردية في السلوك المطلوب أو الاستجابة.

تقسيم الدروس إلى أجزاء بسيطة وتقديم تعزيز إيجابي عند إنجاز كل خطوة قد يساعد الطفل على تحقيق تقدم بشكل أسرع؛ حيث يستخدم التعزيز الإيجابي لمكافأة الإيجابيات والسلوكيات الصحيحة.

التدخل السلوكي المكثف المبكر

يمكن أن يساعد هذا التدخل في بناء مهارات الاتصال وتقليل السلوكيات المزعجة؛ يتم عادة تنفيذه على مدار عدة سنوات. عادةً ما يعمل الأطفال الذين تتراوح أعمارهم بين 3 سنوات وما دون ذلك مع أخصائي سلوك في جلسات فردية أو جماعية.

تدريب الاستجابة الحاسمة

تعزز هذه الاستراتيجية وتزيد الرغبة للتعلم، فهي تشجع الطفل على مراقبة سلوكه الخاص وتعلم التواصل مع الآخرين، يجب أن يكون التحسن في هذه المسائل له تأثيرات إيجابية على السلوكيات الأخرى.

تدخل السلوك اللفظي

يركز هذا النوع من علاج طيف التوحد على تعليم المهارات اللفظية.

العلاج القائم على العلاقات

يركز نهج العلاج التنموي الشخصي والاختلاف الفردي والقائم على العلاقة، المعروف أيضًا بـ “اللعب على الأرض”، على تفاعل الطفل مع الأطفال والآباء من خلال اللعب.

يسلط الضوء على المشاعر والعلاقات مع مقدمي الرعاية، بالإضافة إلى كيفية تعامل الطفل مع الأصوات والمناظر والروائح.

تدريب مهارات الاجتماعية

يركز تدريب مهارات الاجتماعية على تطوير المهارات الاجتماعية لدى طفل التوحد.

يعلم الأطفال كيفية تفسير:

  • النظرات
  • الإيماءات
  • النبرة والتغيرات فيها
  • الفكاهة
  • السخرية

العلاج السلوكي المعرفي (CBT)

العلاج السلوكي المعرفي هو نوع من العلاج الحديث يركز على العلاقة بين الأفكار والمشاعر والسلوكيات.

يمكن أن يساعد الأشخاص على التعرف على المؤثرات العاطفية للسلوكيات السلبية وتغيير تلك الأفكار للتعامل بشكل أفضل في حالات محددة.

وحيث ما أن القلق هو حالة شائعة مرتبطة بالتوحد، أظهرت دراسة صغيرة عام 2015 أن العلاج السلوكي المعرفي يمكن أن يساعد في إدارة القلق.

العلاج الوظيفي

يعلم العلاج الوظيفي مهارات الحياة الضرورية في الحياة اليومية، مثل الاستحمام والأكل واللبس.

عادةً ما يتضمن هذا العلاج أيضًا مهارات الحركة ومهارات الكتابة.

العلاج التكاملي للحواس

يساعد العلاج التكاملي للحواس الطفل على تعلم معالجة المعلومات الحسية بطريقة أكثر سهولة، ويكون هذا العلاج مفيدًا للطفل الذي يعاني من حساسية تجاه اللمس أو الصوت.

علاج النطق 

يمكن أن يساعد علاج النطق في تحسين مهارات التواصل لدى الطفل، يتدرب على مهارات التواصل اللفظي والتواصل باستخدام الإيماءات أو لوحات الصور.

التكنولوجيا المساعدة لأطفال طيف التوحد

تستخدم التكنولوجيا المساعدة الأجهزة لمساعدة الأطفال المصابين بالتوحد والذين لديهم قدرات تواصل محدودة على التعبير عن أنفسهم بالكلام.

نظام تبادل الصور للاتصال (PECS) هو نوع من التكنولوجيا المساعدة يستخدم رموز الصور كوسيلة للتواصل، حيث تُستخدم رموز الصور لتحفيز الأسئلة والأجوبة وإجراء محادثة.

هناك عدد من الوسائل البديلة التي يحاول بعض الأشخاص استخدامها للمساعدة في إدارة التوحد لدى الأطفال، هذه النهج – المعروفة أيضًا بالطب التكميلي والبديل – غالبًا ما يتم استخدامها بالإضافة إلى الوسائل التقليدية.

إذا كنت مهتمًا بتجربة العلاجات التكميلية، فاعمل بشكل وثيق مع طبيب طفلك لتحديد الخيارات المتاحة لك.