الحالات الصحية العقلية والتي تشمل سمات الشخصية التي تسبب الكثير من الضيق وتؤثر على تصوّرك للنفس وعلاقاتك وكيفية تفاعلك مع العالم تعرف بـ اضطرابات الشخصية.
أنت فريد. وهذا، بلا شك، يعزى بشكل كبير إلى جهودك، ولكنه أيضًا نتيجة لأين كنت، وما الذي عشته، ومع من تعايشت.
هذه الشخصية الفريدة – التي تنبع من مزيج من العوامل الخارجية والسلوكيات والأفكار والعواطف – تشكل شخصيتك، إنها تجمع بين كيفية رؤيتك لنفسك وتفاعلك معها ومع الآخرين.
في بعض الأحيان، يمكن أن تسبب بعض هذه السلوكيات والأفكار والعواطف الكثير من الضيق الذي يؤثر سلبًا على طريقة تعاملك مع العالم. عندما يحدث هذا لفترة طويلة – وبشكل متكرر – يطلق عليه اخصائوا الصحة العقلية اسم اضطراب الشخصية.
ما هي اضطرابات الشخصية؟ (Personality Disorder)
اضطرابات الشخصية هي حالات صحية عقلية رسمية، ولكل منها قائمة من الأعراض الرسمية التي تنطوي على سلوكيات وأفكار وعواطف تؤثر على جودة حياتك.
في حالة اضطراب الشخصية، عادة ما تعاني من العواطف والأفكار التي تقلل من قدرتك على:
- المواجهة والتكيف مع الضغوط
- التواصل مع الآخرين
- حل المشاكل بشكل فعال
على سبيل المثال، إذا كان لديك اضطراب الشخصية، فإن رد فعلك على فقدان وظيفة قد يكون توجيه اللوم لزملائك في العمل على الفصل والدخول في مشاجرة مع رئيسك، وقد لا تدرك كيف أن بعض سلوكياتك قد أدت إلى مواجهتك لهذه الصعوبات.
الآن، صحيح أن الأشخاص الذين لا يعانون من اضطراب الشخصية قد يكون لديهم نفس ردة الفعل، قد نشعر جميعًا بالغضب والعاطفة والاضطراب في بعض الأحيان.
ولكن إذا تعاملت مع التوتر بنفس الطريقة في كل مرة، وكانت هذه السمات تسبب مشاكل مستمرة في حياتك، فقد يتم تشخيصك من قبل الطبيب النفسي ب اضطراب الشخصية.
للحصول فعليًا على التشخيص، يجب أن تظهر جميع أو معظم السمات أو الأعراض التي تميز كل اضطراب شخصية.
يواجه الأشخاص الذين يعانون من اضطرابات الشخصية صعوبات في التعامل مع متطلبات الحياة، تؤثر هذه الصعوبات على:
- العلاقات
- أداء العمل
- نظرتك للعالم
- التجارب الداخلية
أسباب حدوث اضطراب الشخصية
هذا ليس اختيارًا شخصيًا، اضطرابات الشخصية هي نتيجة لعوامل كثيرة أثرت على حياتك، بما في ذلك:
- الوراثة الجينية
- العمليات البيولوجية
- التطور في عملية التعلم
- التجارب الثقافية
- الحوادث الناجمة عن صدمات
- العلاقات في الطفولة
لا يوجد سبب واحد واضح لاضطرابات الشخصية، وليس من الواضح لماذا لا يتفاعل الجميع بنفس الطريقة مع نفس العوامل الخارجية والداخلية، لذلك يعتقد الخبراء أن السبب قد يكون تركيبة محددة تجمع بين جميع العوامل المذكورة أعلاه.
سمات اضطرابات الشخصية
على الرغم من أن اختبار اضطراب الشخصية عبر الإنترنت قد يقدم لك بعض التلميحات، إلا أنه لا يمكن أن يتم التشخيص الصحيح لاضطراب الشخصية إلا من قبل أخصائي طب نفسي.
بشكل عام، إذا تم تلبية هذه المتطلبات، سيقوم المتخصص في الصحة العقلية بالانتقال إلى تشخيص اضطراب الشخصية. نظرًا لوجود 10 أنواع من اضطرابات الشخصية، فإن هذا التشخيص لن يكون متماثلًا للجميع، سيعتمد على العوامل المعوقة المحددة وسمات الشخصية التي قد تؤثر بشكل كبير على حياتك.
بشكل عام، يجب تلبية الخمسة معايير التالية لإجراء تشخيص اضطراب الشخصية:
1. العوائق
هذه هي الصعوبات التي تواجهك في كيفية رؤيتك والتعامل مع نفسك (الهوية والثقة بالنفس) وكيفية تواصلك مع الآخرين، بعبارة أخرى، يشير ذلك إلى الأفكار والعواطف والسلوكيات المتكررة التي قد تكون مؤذية لك وللآخرين.
2. سمات الشخصية المرضية
هذه هي السمات التي تجعل من الصعب بالنسبة لك تفاعلك مع الآخرين أو التكيف مع التغيير، أو قد تكون سماتًا غير متوقعة أو غير مقبولة في ثقافتك.
3. المدة والمرونة
لكي يعتبر اضطراب شخصية، يجب أن تكون هذه العوائق والسمات الشخصية المرضية ثابتة وغير مرنة ومتسقة طوال حياتك.
بعبارة أخرى، لقد تعرضت لهذه الصعوبات والتفاعلات لفترة طويلة ومتكررة عبر مواقف مختلفة.
علاج اضطرابات الشخصية (Personality Disorder)
تشير الأبحاث إلى أن العلاج النفسي طويل الأمد هو العلاج الأكثر فعالية لجميع اضطرابات الشخصية؛ حيث قد يساعدك في استكشاف أفكارك وعواطفك وكيفية تأثيرها عليك وعلى الآخرين.
يمكن أيضًا أن يساعدك العلاج في التعامل مع بعض أعراضك بحيث تتمكن من التعامل مع بعض الحالات بشكل أكثر فعالية.
في بعض الحالات، قد يتم علاج بعض الأعراض بواسطة الأدوية مثل مضادات الاكتئاب، ولكن هذا ليس صحيحًا لكل أنواع اضطرابات الشخصية
في بعض الأحيان، قد يوصي طبيبك بإشراك أخصائوا الصحة الآخرين في علاجك، قد يقترح أيضًا أن ينضم أقاربك القريبون إليك في بعض جلسات العلاج، إذا وافقت على ذلك.
نظرًا لأن اضطرابات الشخصية لها أعراض ومؤثرات مختلفة، فإنها لا تعالج بنفس الطريقة؛ حيث يتوقف نوع النهج الذي يختاره طبيبك النفسي على أعراضك، وشدتها، وتاريخك الشخصي والطبي.
وفيما يلي بعض أنواع العلاج النفسي الأكثر استخدامًا لاضطرابات الشخصية:
- العلاج السلوكي المعرفي
- العلاج النفساني
- العلاج السلوكي الجدلي
- العلاج النمطي
تكون مدة العلاج لاضطرابات الشخصية عادةً طويلة الأمد، يتطلب التزامًا قويًا ومثابرة من جانبك، ولكن قد تشعر بالتخفيف وتتعلم كيفية التعامل مع بعض العواطف إذا استمريت في العلاج الخاص بك مع طبيب نفسي متخصص.