الطعام ليس فقط وسيلة لاستمرار العيش بل أكثر من ذلك بكثير؛ فهو يمثل ثقافة الفرد، ذوقه، شخصيته كما أنه يعد إحدى الوسائل التي يعبر بها الشخص عن مشاعره ومزاجه، ولكن عند تماديه في التركيز مع الطعام يتحول إلى مريض بأحد اضرابات الاكل.
وهي عبارة عن اضطرابات نفسية ينتج عنها تغير حاد في سلوكيات تناول الطعام حيث يبالغ المريض بفحص مكونات ما يأكله، كميته، مدى تأثير هذا الطعام على صحته ووزنه، وغالبًا ما يكون هذا المرض رد فعل الجسم عن حدث أو مشكلة كبيرة واجهها الفرد.
وهناك أنواع عديدة لاضطرابات الأكل ولكن أكثرها شهرة هم:
1. Anorexia Nervosa (فقدان الشهية العصبي)
يعتبر فقدان الشهية العصبي واحد من أكثر اضرابات الاكل شهرة حيث يشعر الشخص المصاب بأنه يعاني دائمًا من زيادة في الوزن حتى لو كان مريض نحافة.
وتبدأ معاناة المريض على الأرجح من بداية مرحلة المراهقة أو الشباب أي السن الذي يفكر فيه الشخص كثيرًا في شكل جسمه ووزنه، ونتيجة معايير الجمال الكثيرة التي وضعتها المجتمعات لتحديد جمال المرأة أصبحت النساء الأكثر إصابة به.
يصاحب هذا الاضطراب النفسي أمراض جسدية عديدة منها ضعف عضلة القلب أو توقفه، هشاشة العظام، العقم، تساقط الشعر، وقد يؤدي إلى الوفاة.
ومن أشهر أعراض هذا النوع:
- الخوف المرضي من زيادة الوزن.
- السعي للنحافة حتى وإن كان الشخص يعاني منها.
- ربط الفرد بين احترامه لذاته ووزن أو شكل جسمه.
- تكوين صورة مشوهة لجسم الشخص في ذهنه.
- الوسواس القهري تجاه الطعام وكميته ومكوناته.
- صعوبة تناول الطعام في الأماكن العامة.
2. Bulimia Nervosa (نهام عصبي أو فرط الشهية المرضي)
هي عبارة عن نوبات من الأكل بنهم حيث يتناول فيها المريض كميات كبيرة جدًا وغير معتادة من الأطعمة التي ربما يتجنبها عادةً، كما أنه يشعر خلال النوبة بصعوبة التوقف عن الأكل أو التحكم في مقدار ما يأكله بل يستمر في تناول الطعام حتى يشعر بآلام شديدة في بطنه، وبعدها يحاول التطهير من خلال القيء، الصيام، الملينات، التمارين المفرطة وغيره للتعويض عن السعرات الحرارية المستهلكة ولتخفيف آلام المعدة.
وقد يُسبب هذا الاضطراب خلل في مستويات المعادن بالجسم مثل الصوديوم والبوتاسيوم والكالسيوم وبالتالي يصاب المريض بسكتة دماغية أو نوبة قلبية، كما أنه قد يعاني أيضًا من التهاب الحلق وتورم الغدد اللعابية وتسوس الأسنان وغيره.
تشمل أعراض النهام العصبي أو فرط الشهية المرضي:
- نوبات متكررة من الشراهة عند الأكل.
- نوبات متكررة من سلوكيات التطهير غير المناسبة لمنع زيادة الوزن.
- تقدير الفرد لذاته بشكل جسمه ووزنه.
3. Binge Eating Disorder (اضطراب نهم الطعام)
واحد من اضرابات الاكل التي غالبًا ما يُصاب بها الشباب في مرحلة المراهقة، وله أعراض مشابهة لتلك الخاصة بفرط الشهية المرضي (نهام عصبي) حيث يتناول المريض كميات كبيرة من الطعام خلال فترات زمنية قصيرة، ولكنه لا يتبع بعض السلوكيات مثل القيء أو الإفراط في ممارسة الرياضة لتعويض السعرات الحرارية التي تناولها.
فيزيد هذا من خطر تعرض المصاب به لمضاعفات طبية مثل أمراض القلب، السكتة الدماغية، مرض السكري من النوع الثاني.
ومن أعراضه الأكثر شهرة:
- تناول كميات كبيرة من الطعام بسرعة في الخفاء على الرغم من عدم الشعور بالجوع.
- الشعور بفقدان السيطرة أثناء نوبات الأكل بنهم.
- الإحساس بالضيق، الخجل، الاشمئزاز أو الذنب عند التفكير في سلوكه أثناء الأكل.
- عدم استخدام سلوكيات التطهير مثل القيء، الإفراط في ممارسة الرياضة وغيره للتعويض عن نهم الأكل.
4. Pica (اضطراب بيكا)
يشتهي المصاب بالبيكا تناول مواد غير غذائية مثل الطباشير، الصابون، الورق، الشعر، القماش وغيره، ونتيجة لذلك يكون المريض أكثر عرضة لخطر التسمم، الالتهابات، إصابات الأمعاء، نقص التغذية وغيره اعتمادًا على المواد التي يتناولها، وغالبًا ما يصاب بهذا الاضطراب أصحاب الإعاقات الذهنية، التوحد، وحالات الصحة العقلية مثل الفصام.
5. Rumination Disorder (اضطراب الاجترار)
حالة يقوم فيها الشخص بتقيؤ طعام سبق له مضغه وابتلاعه، ثم إعادة مضغه، ثم إعادة بلعه أو بصقه وعادةً ما يحدث هذا الاجترار خلال أول 30 دقيقة بعد تناول الطعام، ويظهر هذا الاضطراب خلال فترة الرضاعة أو الطفولة أو البلوغ. فعند الرضع يختفي من تلقاء نفسه بعد 3 إلى 12 شهر ولكن بقية المراحل العمرية المختلفة تحتاج إلى علاج من قبل المتخصصين.
6. Avoidant/Restrictive Food Intake Disorder (اضطراب تجنب/تقييد تناول الطعام)
يعاني المريض من تناول الطعام بكميات محدودة للغاية أو تجنب تناول أطعمة معينة إما بسبب عدم الاهتمام بالأكل أو النفور من بعض روائح الطعام أو ألوانه أو قوامه وغيره، وينتج عنه فقدان المريض سعرات حرارية وعناصر غذائية أساسية لتغذيته.
وعند الإصابة بأحد الاضطرابات السابقة تشير إليه العديد من العلامات والأعراض لتنبيهك!
فكيف تعرف أنك مصاب بأحد اضرابات الاكل؟
- فقدان الوزن بشكل كبير.
- القلق بشأن تناول الطعام في الأماكن العامة.
- تقديم أعذار لتجنب وقت الطعام.
- خوف شديد من زيادة الوزن أو السمنة.
- رفض تناول أطعمة معينة.
- إنكار الشعور بالجوع.
- يزن المريض نفسه بشكل متكرر.
- ممارسة الرياضة بشكل مفرط.
- انقطاع الدورة الشهرية عند النساء.
- الإصابة بفقر الدم، انخفاض مستويات الغدة الدرقية، البوتاسيوم،عدد خلايا الدم، بطء معدل ضربات القلب.
- شكاوى من الإمساك، عدم تحمل البرد، آلام البطن، الخمول أو النشاط الزائدة.
- تقلصات المعدة وأعراض الجهاز الهضمي الأخرى.
- صعوبة التئام الجروح.
- مشاكل بالجهاز المناعي.
- صعوبة في التركيز.
- دوخة.
- إغماء.
- الشعور بالبرد طوال الوقت.
- عدم انتظام النوم.
- جفاف الجلد.
- تساقط الشعر.
ولم تتوقف مخاطر اضرابات الاكل على المعاناة من هذه الأعراض فقط بل تشير الدراسات الطبية أن اضرابات الاكل تُعد مصدر خطر على المصاب بها؛ لأنها تسبب العديد من المضاعفات للمريض كما أن بعضها يهدد حياته.
وكلما زادت حدة اضطراب الأكل أو استمر لمدة طويلة، زادت احتمالية حدوث مضاعفات خطيرة والتي تتضمن الآتي:
- مشاكل صحية خطيرة مثل مرض السكري، والأزمات القلبية، والسكتات الدماغية.
- الاكتئاب والقلق.
- أفكار انتحارية.
- مشاكل اجتماعية.
- الإدمان.
- فقدان الحياة.
ولكن ما هو سبب الإصابة بأحد اضرابات الاكل؟ يوجد العديد من الأسباب ومنها:
- وراثة المرض من أحد أفراد العائلة.
- المعاناة من أحد الاضطرابات النفسية الأخرى؛ القلق، الاكتئاب، الوسواس القهري.
- بنية الدماغ والبيولوجيا قد تلعب أيضًا دورًا في تطوير اضطرابات الأكل خاصةً نسبة بعض المواد الكيميائية في الدماغ مثل السيروتونين والدوبامين.
- صغر السن، فاضطرابات الأكل تكون أكثر شيوعًا خلال فترة المراهقة وأوائل العشرينات.
- الترويج المجتمعي لمعايير جمال معينة ووزن مثالي يجب الوصول إليه.
ويظهر سؤال هنا في الأفق! هل يمكن الشفاء من اضرابات الاكل؟ نعم توجد طرق عديدة يمكن اتباعها للنجاة..
فما هي طرق علاج اضطرابات الأكل النفسية؟
- أساليب وطرق الاسترخاء مثل اليوجا أو التأمل الخاصة بـ علاج اضطرابات الأكل النفسية.
- العلاج الأسري من خلال توعية عائلة المصاب بطبيعة المرض ومن ثم المساهمة في علاجه.
- تناول الأدوية بعد استشار طبيب متخصص.
- الجلسات النفسية لمعرفة إذا كان لديك مشكلات اجتماعية أو عاطفية تسببت في هذا الاضطراب.
ويمكنك حجز جلستك النفسية مع أفضل الأطباء النفسيين بجدة من خلال Self expert... نتمنى الشفاء العاجل لجميع المرضى وخاصةً النفسيين.