اضطراب ما بعد الصدمة النفسية، هو حالة صحية نفسية خطيرة كانت في السابق مرتبطة بالجنود القدامى بعد الحروب. ومع ذلك، نعلم اليوم أنها تفوق ذلك بكثير.
الكثير منا يعرف تمامًا تلك اللحظة القريبة من الكارثة، سواء كانت سيارة تقترب قليلاً من الاصطدام أو حالة طبية مرعبة في غرفة الطوارئ، تلك اللحظة القريبة من الكارثة هي تجربة لا تُنسى.
عندما نمر بحدث مؤلم، تدخل العديد من الأنظمة في الجسم في حالة تأهب قصوى، تقوم الغدة النخامية بإفراز تدفق هائل من هرمونات الإجهاد، معدة لجعلنا مستعدين للقتال أو الهروب أو الثبات.
عندما يمر الخطر، يستطيع العديد من الناس المضي قدمًا و”تخطيه”، بالمعنى المتحدث عنه، ومع ذلك، بالنسبة لبعضنا، يمكن أن يستمر ذلك الشعور بالاستنفار الشديد لعدة أسابيع أو أشهر أو حتى سنوات، ويمكن أن يترافق مع أعراض أخرى.
إذا كانت هذه الرسالة تتفاعل معك، فاعلم أنك لست وحدك. ان اضطراب ما بعد الصدمة النفسية ليس حالة نادرة، باستخدام خطة إدارة مناسبة، بما في ذلك العلاج النفسي للصدمات، يمكنك التحكم في أعراضك.
ما هو اضطراب ما بعد الصدمة النفسية؟
اضطراب ما بعد الصدمة النفسية هو حالة صحية نفسية قد تحدث نتيجة المشاهدة أو التعرض لحدث مؤلم.
تمت إضافته كتشخيص من قبل الجمعية الأمريكية للطب النفسي (APA) إلى الطبعة الثالثة من الدليل التشخيصي والإحصائي للاضطرابات النفسية (DSM) في عام 1980.
الأشخاص الذين يعانون من اضطراب ما بعد الصدمة النفسية يعانون من استجابة “القتال أو الهروب” المرتفعة. تثير التهديدات المدركة جهازهم العصبي الودي، مما يؤدي إلى تغييرات كيميائية في الدماغ، وهذا يخلق شعورًا بالخطر وأعراضًا أخرى، حتى عندما لا يوجد تهديد فعلي أو عندما يكون التهديد غير موجود حالياً.
مدى شيوع اضطراب ما بعد الصدمة النفسية؟
يواجه العديد من الأشخاص أحداثًا مؤلمه دون حدوث مضاعفات إضافية، ولكن النسبة الصغيرة منهم تتطور لاضطراب ما بعد الصدمة النفسية.
في الولايات المتحدة، يفي بمعايير التشخيص لـPTSD حوالي 3.6% من البالغين، أي حوالي 9 ملايين شخص، وفقًا للتحالف الوطني للأمراض النفسية (NAMI).
يكون اضطراب ما بعد الصدمة النفسية أكثر شيوعًا بين أولئك الذين يعملون في بيئات عمل عالية التوتر، مثل رجال الإطفاء ومقدمي الرعاية الأولية وضباط الشرطة وقدامى المحاربين العسكريين.
عدد قدامى المحاربين العسكريين الذين يعانون من اضطراب ما بعد الصدمة النفسية يختلف حسب فترة الخدمة:
عملية الحرية العراقية: من 11% إلى 20%، أي من 11 إلى 20 شخصًا من كل 100 قديمًا يعيشون مع اضطراب ما بعد الصدمة النفسية
حرب الخليج: 12%، أي 12 شخصًا من كل 100 قديمًا
حرب فيتنام: 15%، أي 15 شخصًا من كل 100 قديمًا
أسباب اضطراب ما بعد الصدمة النفسية
كان يُطلق على اضطراب ما بعد الصدمة النفسية في السابق “صدمة القذيفة” أو “متلازمة الإجهاد الناتج عن القتال”، وقد يكون العديد من الأشخاص على دراية بتلك الحالة من خلال ارتباطها بقدامى المحاربين في فترات الحروب.
ومع ذلك، يمكن أن يتطور اضطراب ما بعد الصدمة النفسية نتيجة لمجموعة متنوعة من السيناريوهات، وما يجمع بينها هو وجود تهديد حقيقي أو متصور للخطر، والذي قد يتضمن فقدان الحياة بشكل محتمل.
تشمل بعض أسباب اضطراب ما بعد الصدمة النفسية:
الكوارث الطبيعية
العنف الجنائي
حدث طبي خطير
تجربة شبيهة بالموت
فقدان الأحباء
الاعتداء الجسدي أو الجنسي
حوادث النقل (سيارة، طائرة، إلخ)
بشكل عام، يمكن أن يتسبب أي حدث مؤلم يثير الخوف أو الصدمة أو الرعب أو العجز في حدوث اضطراب ما بعد الصدمة النفسية.
عوامل الخطر لاضطراب ما بعد الصدمة النفسية
ما زال الباحثون لا يعرفون لماذا يتطور اضطراب ما بعد الصدمة النفسية لدى بعض الأشخاص ولا يتطور لدى البعض الآخر، ولكن هناك عدد قليل من العوامل التي قد تزيد من احتمالية التشخيص، وتشمل بعض هذه العوامل:
عدم وجود شبكة دعم اجتماعية
وجود سجل بالإصابة ب حالات صحية نفسية أخرى
تجارب سابقة للإيذاء، غالبًا في الطفولة
سوء الحالة الصحية البدنية
أن تكون الشخصية المصابة أنثى
تعرض الشخص للإصابة الجسدية
عامل آخر قد يسهم في اضطراب ما بعد الصدمة النفسية هو تجربة حدث مؤلم بعد حدوث صدمة، مثل الانفصال بعد وقت قصير من وقوع حادث سيارة خطير.
قد تلعب الوراثة أيضًا دورًا مهما، وفي الفحوصات الدماغية للأشخاص الذين يعانون من اضطراب ما بعد الصدمة النفسية، تشير الأبحاث إلى أن الهيبوكامبوس – جزء من الدماغ مسؤول عن التذكر وتنظيم العواطف – يكون أصغر حجمًا ومشكلًا بشكل مختلف عن الأشخاص الذين لا يعانون من اضطراب ما بعد الصدمة النفسية.