جميعنا نمر بحالات مزاجية تتغير من ساعة إلى أخرى على حسب المواقف التي نتعرض لها خلال حياتنا اليومية؛ فحالتنا النفسية والمزاجية تتأثر بمشاعرنا المختلفة سواء الحزن، السعادة، الفراق أو لقاء الأحبة وغيره، ولكن عندما تختل هذه المشاعر عن حجمها الطبيعي المتعارف ينتج عنها مرض يُسمى Mood Disorders “اضطراب المزاج”.
فهل سمعت عن هذا الاضطراب من قبل أو حتى شعرت بتقلبات مزاجية شديدة حولت أداء مهامك اليومية العادية إلى أمر مجهد؟
هذا المقال لك ليساعدك على التعرف أكثر عن اضطراب المزاج؛ حيث سنزودك بكافة التفاصيل حول هذا المرض وأهمها:
1- ما هو Mood Disorders “اضطراب المزاج” وأنواعه؟
2- كيف تعرف أنك مصاب بهذا المرض؟
3- ما هي أسبابه؟
4- من هم الأكثر عرضة للإصابة به؟
5- طرق علاجه المختلفة؟
اضطراب المزاج، هو حالة صحية عقلية يعاني فيها المصاب من بعض المشاعر بشكل مبالغ فيه مثل السعادة الشديدة، الحزن الشديد أو الاثنين معًا خلال فترات طويلة، وتنعكس هذه المشاعر على حالته المزاجية التي تؤثر بدورها على الأنشطة الروتينية اليومية الخاصة به مثل العمل أو الدراسة، كما أن له أنواع عديدة ولكن أكثرها شهرة هما الاكتئاب واضطراب المزاج ثنائي القطب.
ويظهر هنا سؤال ربما يدور في خاطرك الآن!
ما هي أنواع اضطراب المزاج وكيف يمكنك تمييزها عن بعضها البعض؟
1- Depression (الاكتئاب)
تشمل أعراض الاكتئاب..
- الشعور بالحزن أو اليأس.
- صعوبة في التفكير والذاكرة والأكل والنوم.
- الرغبة في الانتحار.
ولكي يتم تشخيص الشخص بالاكتئاب، لا بد من استمرار الأعراض لمدة أسبوعين على الأقل، كما أن له 4 أنواع مختلفة له وهم:
- Postpartum Depression (اكتئاب ما بعد الولادة)
يحدث هذا النوع من الاكتئاب أثناء الحمل أو بعد نهايته حيث تعاني النساء من تغيرات هرمونية، جسدية، عاطفية، مالية، اجتماعية بعد الإنجاب تجعلها تصاب به.
- Persistent Depressive Disorder (الاضطراب الاكتئابي المستمر)
عبارة عن اكتئاب يعاني منه الشخص لسنوات طويلة عامين على الأقل، وحدة أعراضه تزداد وتقل من وقت لآخر.
- Seasonal Affective Disorder (الاضطراب العاطفي الموسمي)
يحدث هذا النوع خلال مواسم معينة من العام، يبدأ عادةً في أواخر الخريف وأوائل الشتاء، ويستمر حتى الربيع أو الصيف، وقد تبدأ نوباته أيضًا خلال أواخر الربيع أو الصيف، وتشبه أعراضه أعراض الاكتئاب الشديد.
- Psychosis Depression (الاكتئاب الذهاني)
هو نوع من الاكتئاب الحاد المصحوب بنوبات ذهانية، مثل الهلوسة (رؤية أو سماع أشياء لا يسمعها الآخرون) أو الأوهام ( الاعتقاد بأشياء خاطئة)، والمصاب بهذا المرض يكون أكثر عرضة للانتحار.
2- Bipolar Disorder (اضطراب المزاج ثنائي القطب)
هو اضطراب مزاجي يستمر مدى الحياة ويتسبب بتغيرات شديدة في المزاج، مستويات الطاقة، طريقة التفكير، السلوك وغيره، وله عدة أنواع منها:
- Bipolar I Disorder (اضطراب المزاج ثنائي القطب من النوع الأول)
يعاني الشخص المصاب به من نوبة أو أكثر من الهوس والاكتئاب.
- Bipolar II Disorder(اضطراب المزاج ثنائي القطب من النوع الثاني)
من أعراض هذا النوع الاكتئاب بالإضافة إلى الهوس الخفيف (أقل حدة من الهوس وعادةً ما يكون الشخص المصاب به قادر على تحمل المسؤوليات اليومية).
- Cyclothymia Disorder (اضطراب المزاج الدوري)
اضطراب مزمن يصاحبه الهوس والاكتئاب الخفيف لمدة عامين على الأقل.
3- Other (أخرى)
اضطرابات ثنائية القطب الأخرى، لا يوجد لها معيار موحد ولكن يربطها جميعًا وجود تغيرات مزاجية كبيرة وغير طبيعية ومنها..
- Premenstrual Dysphoric Disorder (اضطراب ما قبل الطمث الاكتئابي)
يسبق هذا النوع الدورة الشهرية من 7 إلى 10 أيام، ويختفي في غضون أيام قليلة من بداية الدورة الشهرية، وتشير الأبحاث أن هذه الحالة ناتجة عن التغيرات الهرمونية المتعلقة بالدورة الشهرية، وقد تشمل الأعراض الغضب والقلق والاكتئاب والأرق.
- Disruptive Mood Dysregulation Disorder (اضطراب تقلبات المزاج التخريبية)
اضطراب يُصيب الأطفال والمراهقين، وأهم ما يميزه هو نوبات الغضب المتكررة بشكل لا يتناسب مع الموقف.
وبجانب ما يميز كل نوع من مرض اضطراب المزاج، فهناك إشارات عامة تدلك أنك مصاب بـ واحد من أنواعه، وإليك أهم 10 علامات:
- الحزن الشديد.
- التفكير بالانتحار.
- الابتعاد عن دائرة المعارف.
- النوم أكثر أو أقل من المعتاد.
- الإفراط في تناول الطعام أو الامتناع عنه.
- صعوبة في التركيز أو اتخاذ القرارات.
- الشعور بالغضب الشديد.
- الإحساس بالذنب طوال الوقت.
- الهوس والأوهام.
- قلة الرغبة الجنسية.
فما الذي يجعل الشخص يصاب بإحدى علامات اضطرابات المزاج السابقة؟
هل السبب ضغوطات الحياة فقط أم هناك أسباب أخرى! بالطبع يوجد أسبابًا مختلفة كالتالي:
1- العوامل البيولوجية:
مناطق الدماغ المسؤولة عن التحكم في مشاعر وعواطف الإنسان هي اللوزة الدماغية والقشرة الأمامية المدارية، فتبين أن الشخص الذي يعاني من اضطراب المزاج لديه تضخم في اللوزة الدماغية باختبارات التصوير الدماغي.
2- عوامل وراثية:
الشخص الذي لديه تاريخ عائلي قوي لاضطراب المزاج هم أكثر عرضة للإصابة به، مما يدل على أن اضطرابات المزاج من المحتمل أن تكون وراثية أو موروثة جزئيًا.
3- العوامل البيئية:
تحدث بسبب تعرض الإنسان لأحداث مؤلمة مثل وفاة أحد الأحباء، القلق المزمن والتعرض لسوء المعاملة أثناء الطفولة.
4- بعض الأمراض الجسدية:
تم ربط الاكتئاب بالأمراض المزمنة، مثل مرض السكري ومرض باركنسون وأمراض القلب.
لربما يتعرض شخصان لنفس العوامل السابقة ومع ذلك يصاب أحدهم بـ اضطراب المزاج بينما الآخر لا! فما السر في ذلك؟
تشير الأبحاث الطبية أن هناك أشخاص أكثر عرضة لهذا المرض تحديدًا دون غيرهم مثل..
1- النساء، فهم الأكثر عرضة للإصابة بالاكتئاب، والاضطراب العاطفي الموسمي بالإضافة إلى اكتئاب ما بعد الولادة.
2- الشباب، في الأغلب تبدأ ظهور الأعراض للمصاب في سن المراهقة والعشرينات.
3- الأشخاص الذي لديهم تاريخ مرضي في عائلتهم بـ اضطراب المزاج.
4- مدمني المخدرات، فيمكن لبعض المواد المخدرة أن تسبب اضطراب في المزاج، أو تؤدي إلى نوبة من الهوس أو الاكتئاب.
5- أصحاب الأمراض المزمنة مثل السرطان، السكري، أمراض القلب وغيره.
فهل يمكن للمصاب النجاة من ذلك الوحش “اضطراب المزاج”؟ يوجد العديد من الطرق التي تساعد في علاج هذا المرض وهي..
1- العلاج السلوكي المعرفي (العلاج النفسي):
يساعد العلاج النفسي (العلاج بالكلام) المريض على فهم العلاقة بين كل من المزاج والأفكار والسلوكيات والحالة التي يمر بها، بجانب اكتساب مهارات تساعده على تحسين طريقة التفاعل والتعامل مع نفسه والآخرين.
2- الأدوية خاصةً لأعراض الاكتئاب والهوس الشديد بعد استشارة الطبيب المتخصص.
3- العلاج بالصدمات الكهربائية:
قد يساعد العلاج بالصدمات الكهربائية أو العلاج بالصدمات الكهربائية الأشخاص الذين يعانون من الاكتئاب الشديد أو الاضطراب ثنائي القطب، خاصةً عندما لا يساعد العلاج النفسي والأدوية.
4- العلاج بالضوء:
يتعريض المريض لضوء اصطناعي من أجل تعويضه عن نقص التعرض لأشعة الشمس الذي يسبب الاكتئاب.
5- الإدارة الذاتية:
هناك بعض الأشياء التي يمكن للمريض القيام بها لتساعده في الحفاظ على شعوره بالتحسن وهذه بعض الاقتراحات..
- ممارسة التمارين الرياضية.
- تناول الطعام الصحي.
- الحصول على قسط كاف من النوم.
- قضاء وقت جيد مع الأصدقاء والعائلة.
6- استشارة أفضل الأطباء بجدة من خلال Self expert لتتخطي هذا المرض وتعيش حياة هادئة مستقرة.
نتمنى لكل المرضى وخاصةً النفسيين الشفاء العاجل.