على الرغم من أنه من البديهي أن ذكريات المرء غالبًا ما تكون عابرة، فقد تم إجراء قدر كبير من الأبحاث التجريبية في مجال علم النفس المعرفي الذي يدعم فكرة أن واحدة من أكثر أخطاء العقل انتشارًا هي قدرة الذاكرة. يتم تعريف نظام الذاكرة لدينا، إلى حد ما، من خلال عيوبه. لا يمكنه تخزين كمية غير محدودة من المعلومات، وبسبب هذا القيد، تطورت الذاكرة لتتذكر فقط ما تراه مناسبًا للحظة. هناك سؤالان يتبعان هذه الحقيقة بالضرورة: ما الذي يجعل شيئًا ما يستحق التذكر بالضبط، وكم من هذا الشيء يتم تذكره بالفعل؟ أحد العوامل التي تؤثر على هذه العملية هو المعرفة التي نكتسبها من خلال التجربة، حيث أن تجاربنا هي التي تُعلمنا بما يجب أن نحضره، وما نقدره، والتي تشكل أنماط تفكيرنا المكيفة. كما لاحظ العالم جان بياجيه، اكتساب المعرفة ليس عملية راكدة أو ثابتة، بل سلسلة من التعديلات المستمرة على المعلومات الجديدة التي يمكن أن تناسب توقعاتنا البيئية أو الثقافية. محتوى ذكريات المرء هو دليل على هذه التكيفات. لن يكون من الصحيح بالضرورة القول إن الناس “يتذكرون” الذكريات، لأن التجارب السابقة التي يتم تذكرها في الوقت الحاضر ليست نسخًا ملموسة لهيكلهم الأصلي. بدلاً من ذلك، تحتوي هذه التمثيلات الداخلية على فجوات، وبالتالي، يجب إعادة بنائها. هذا هو بالضبط سبب وجود تفسيرات متعددة لحدث واحد عند مناقشته بين الأفراد. حاول البحث الحالي تلخيص هذه الفكرة باستخدام نموذج فريدريك بارتليت للذاكرة الترميمية لمزيد من التحقيق في موثوقية الذاكرة البشرية. استخدمت التجربة قصتين مختلفتين من أصول ثقافية متميزة (إحداهما عبارة عن ملخص موجز عن المسلخ الخامس لكيرت فونيغوت ؛ والأخرى حكاية قديمة من أساطير الإنكا بعنوان “إلهة الإنكا للولادة) والتي كانت بمثابة أشياء للحفظ. تمت قراءة القصص واحدة تلو الأخرى من قبل الباحث، ثم طُلب منهم استرجاع محتوى القصص بعد ذلك مباشرة. طُلب هذا الطلب نفسه من المشاركين بعد أسبوع واحد لتحليل تأثير الوقت على كل من استرجاع الذاكرة ودقتها. تم تفعيل دقة الذاكرة من خلال تصنيف بنية القصة إلى عشرة عناصر مميزة ظهر أنها تحدث في كلا الروايتين. عند مقارنتها بالاستدعاء الفوري في كلتا القصتين (M = 12.7، SE = 0.83)، انخفضت دقة استجابات المشاركين بشكل كبير عند الاستدعاء بعد أسبوع واحد، علاوة على ذلك، زاد متوسط عدد “الذكريات الخاطئة” الموجودة في ردود المشاركين بشكل كبير لكلتا القصتين خلال الاستدعاء الثاني (الانكا -62٪، الامريكيين -55٪). بالإضافة إلى ذلك، لوحظ أيضًا أن العديد من ردود المشاركين تضمنت ذكريات خاطئة شائعة تمت مشاركتها بينهم، مما يشير إلى ظهور افتراضات ثقافية أساسية مماثلة أثرت على محتوى ذاكرتهم.
بقلم:
ابتهال إبراهيم لشرم
ماجستير علم نفس اكلينيكي -الولايات المتحدة الامريكية
المصدر:
Hendricks, Z. (2021, February 1). Cross-Cultural differences in memory, beliefs, and mental schemas. Inquiries Journal. Retrieved September 29, 2021, from http://www.inquiriesjournal.com/articles/1874/cross-cultural-differences-in-memory-beliefs-and-mental-schemas.