هل الذهاب إلى النوم مبكرًا يجعلك أكثر سعادة؟

 

هل الذهاب إلى النوم مبكرًا يجعلك أكثر سعادة؟

تغيير ساعة واحدة فقط يمكن أن يحميك من الاكتئاب.

ما نعرفه بالفعل عن توقيت النوم والصحة العقلية:

من المرجح أن يقول من يستيقظون مبكرًا إنهم يشعرون بالرضا ولديهم خطر أقل للإصابة بالفصام وكذلك الاكتئاب. في الواقع، قد يكون من يسهرون ليلا أكثر عرضة للإصابة بالاكتئاب بمقدار الضعف مقارنة بالذين يستيقظون مبكرًا، بغض النظر عن مدة نومهم. لكن ليس من الواضح ما إذا كان الاكتئاب هو السبب في تأخر الساعات، وليس العكس. كما أنه ليس من الواضح إلى أي مدى يساهم كونك تتأخر ليلا في النوم في عالم المستيقظون مبكرا في الحالة المزاجية السيئة.

ساعة الجسم البيولوجية:

في مايو، في دراسة وراثية على 840.000 شخص -وهي مجموعة ضخمة -وجد العلماء أن أولئك الذين لديهم جينات مرتبطة بالنمو المبكر كانوا أقل عرضة للإصابة بالاكتئاب. لكن إلى أي مدى؟ قام الباحثون بحساب نقاط منتصف النوم -في منتصف الوقت بين وقت النوم ووقت الاستيقاظ. في المدى المتوسط، إذا ذهب مجموعة من الناس إلى النوم في الساعة 11 مساءً واستيقظوا في الساعة 6 صباحًا، يكون منتصف الوقت هو الساعة 3 صباحًا. الاشخاص الذين ذهبوا إلى النوم في الساعة 10 مساءً واستيقظوا في الخامسة صباحًا كان لديهم خطر أقل بنسبة 23 % من الاصابة الاكتئاب. بالمقابل، إذا ذهبت إلى النوم في منتصف الليل واستيقظت الساعة 7 صباحًا، فإن خطر إصابتك بالاكتئاب يرتفع بنسبة 23 %، مقارنة بالشخص العادي.

هل هذا يعني أنني يمكن أن أكون أكثر سعادة من خلال الذهاب إلى النوم في وقت مبكر؟

هذا يعتمد.

إذا كنت بالفعل تنام مبكرًا وتستيقظ مبكرًا، فربما لا. ولكن إذا كنت بالعادة تذهب للنوم في الساعة الواحدة صباحًا، فقد تقلل من خطر الإصابة بالاكتئاب بنسبة 40 % إذا ذهبت إلى النوم في الساعة 11 مساءً. ومع ذلك، عليك الالتزام بالجدول الزمني الجديد. هذا ما اقترحته الدراسة.

تميل الطيور المبكرة إلى التعرض أكثر للضوء خلال النهار، ويؤثر ضوء الشمس على الحالة المزاجية. لذا تأكد من رؤية الشمس. لأنه إذا نهضت من السرير لتجلس في غرفة مظلمة فقد لا ترى أي فائدة من الاستيقاظ مبكرًا.

لكنني بالفعل اجبر نفسي على الاستيقاظ للذهاب إلى العمل مبكرًا!

في يونيو، ساعدت دراسة جديدة أخرى في إثبات أن المزامنة مع يوم العمل تساعد بشكل إيجابي. فمن الجيد أن تكون مستيقظًا مثل أي شخص آخر في اجتماع الصباح.

استمدت هذه الدراسة الثانية أيضًا من البيانات الجينية ووجدت أن الاستيقاظ مبكرًا كان مرتبطًا بانخفاض فرصة الإصابة بالاكتئاب. لكن هذا الفريق ابتكر مقياسًا يسمى “اضطراب التزامن الاجتماعي” “social jetlag” استنادًا إلى الاختلاف في نومك بين أيام إجازتك وأيام عملك. كانت الفكرة بسيطة. قيل إنه يجب علينا البقاء على نفس الجدول الزمني حتى في عطلات نهاية الأسبوع. ومع ذلك، فإن الذين يسهرون ليلا ويجبرون أنفسهم على الاستيقاظ مبكرًا للعمل عادة ما يظهرون نمط متأخر عندما يستطيعون ذلك.

بالاعتماد على بيانات 85000 شخص ارتدوا أجهزة مراقبة النشاط على مدار الساعة، وتوثيقهم عندما كانوا نائمين، أثبت هذا البحث أن الأشخاص الذين يعانون من اضطراب الرحلات الجوية الاجتماعية (social jetlag) كانوا أكثر عرضة للإبلاغ عن انخفاض الرفاهية وعن وجود مشاعر الاكتئاب.

 

كيف يمكنني استخدام هذه النتائج في الواقع؟

 

قد يتطلب الأمر تجربة عشوائية كبيرة لتكون واثقًا من أن الذهاب إلى النوم مبكرًا يمكن أن يحد من الاكتئاب.

يؤدي هذا البحث إلى نتيجتين أساسيتين لمن يسهرون ليلا:

   1-إذا كنت تستخدم بالفعل جدولًا زمنيًا مبكرًا عما تريده للذهاب للعمل، فمن الأفضل ان تحاول جاهدًا للالتزام بالساعات نفسها في إجازتك.

  2-إذا تمكنت من تعديل وقت عملك حسب رغبتك، فقد تدع نفسك تنجرف إلى جدول متأخر. مع ذلك، إذا كنت تتبع جدولًا متأخرًا للنوم وكنت قلقًا بشأن حالتك المزاجية، ممكن ان يساعدك دفع روتينك للنوم لساعة أبكر عن المعتاد لتحسين حالتك المزاجية.

 

الكاتب: ابتهال ابراهيم بن علي

اخصائي العلاج النفسي العيادي

الماجستير في علم النفس العيادي – الولايات المتحدة الامريكية

المصدر:

Ehrenfeld, T. (2021, July 9). Would Going to Bed Earlier Make You Happier? Psychology Today. https://www.psychologytoday.com/us/blog/open-gently/202107/would-going-bed-earlier-make-you-happier.

 

Leave a Reply