بلحظات معينة ترتفع نسبة الأدرينالين في جسمك، تزداد ضربات قلبك، ويذهب النعاس عنك ثم تقضي ليلك تفكر في كل ما يثير قلقك! هل مررت بذلك من قبل؟ لا تقلق، إنه أمر طبيعي بل صحي في بعض الأحيان مثل وقت ما قبل ظهور نتيجة امتحان ما، انتظارك لمقابلة عمل أو حتى اتخاذ قرار مهم.
ولكن مثل كل شيء عندما يزداد هذا القلق النفسي عن حد معين يصبح بالفعل مصدر خطر ويمثل تهديد على حياة الإنسان؛ لأن حينها يتحول القلق من مجرد شعور إنساني إلى مرض يُسمى “Anxiety Disorders” (اضطراب القلق) يحتاج حامله لطبيب نفسي يساعده ليُشفى منه.
فما هو “Anxiety Disorders” (اضطراب القلق النفسي)؟
هو ليس بالخوف الطفيف الذي نشعر به من حين لآخر بل حالة صحية تصيب الفرد برهبة شديدة، يصاحبها بعض الأعراض الجسدية مثل التعرق الشديد، صعوبة التنفس، الصداع الشديد وغيره.
وللـ “Anxiety Disorder” (اضطراب القلق النفسي) أنواع عدة، فما هي؟
1- Generalized Anxiety Disorder (اضطراب القلق العام)
في هذا النوع يشعر المريض برهبة شديدة تستمر معه لفترات طويلة فقد تكون لأشهر أو سنوات نتيجة ضغوطات الحياة المجهدة، وله أعراض كثيرة يمكنك تميزه بها، وأهمها:
- الصداع.
- آلام العضلات والمعدة.
- الأرق أو النوم لساعات طويلة.
- الانفعال السريع.
- الصعوبة في التركيز.
2- Panic Disorder (نوبات الهلع)
عبارة عن فترات مفاجئة من الذعر أو الخوف الشديد بينما لا يوجد أي خطر أو محفز واضح، وخلالها يصاب المريض بالآتي:
- آلام بالصدر.
- خفقان القلب.
- التعرق.
- رجفة الجسم.
- فقدان قدرته بالسيطرة على انفعالاته.
- الشعور بقرب الموت.
3- Social Anxiety Disorder (اضطراب القلق الاجتماعي)
يخاف المصاب به أن يراقبه الآخرون ويحكمون عليه لذلك لديهم خوف شديد ومستمر من المواقف الاجتماعية، وقد يعيقهم هذا القلق النفسي عن الذهاب إلى العمل، المدرسة أو حتى القيام بالمهام اليومية التي تتطلب الاختلاط بالبشر.
قد يعاني الأشخاص المصاب من:
- احمرار الوجه.
- التعرق.
- خفقان القلب.
- آلام في المعدة.
- التحدث بصوت غير واضح.
- صعوبة التواجد مع أشخاص لا يعرفهم.
4- Phobia-Related Disorders (الفوبيا)
الخوف الشديد من أشياء أو مواقف معينة بحجم لا يتساوى مع الخطر الفعلي الناجم عن الموقف أو الشيء مثل الطيران، المرتفعات، الدم، حيوانات معينة كالكلاب أو الثعابين وغيره.
5- Agoraphobia (رهاب الخلاء)
يعاني الأشخاص المصابون برهاب الخلاء من خوف شديد من حالتين أو أكثر من المواقف التالية:
- استخدام المواصلات العامة.
- التواجد في الأماكن المفتوحة.
- التواجد في أماكن مغلقة.
- الوقوف في طابور مزدحم.
- الخروج من المنزل وحيدين.
6- Separation Anxiety Disorder (اضطراب قلق الانفصال)
يخشى المصاب باضطراب قلق الانفصال الابتعاد عن المقربين منه، كما أنه يعتقد أن من يحبهم سيتعرضون للخطر عند الابتعاد عنه، لذا فهو يتجنب البقاء بمفرده أو بعيدًا عن أحبائه.
ربما يدور ببالك الآن ما هو مصير المصاب بـ اضطراب القلق النفسي؟ هل يظل يعاني طوال حياته أم هناك طرق للعلاج تساعده على تخفيف آلامه النفسية! نعم، بالطبع هناك طرق علاج عديدة.
ما أفضل علاج للقلق والتوتر العصبي؟
1- زيادة الثقافة بالمرض من خلال الكتب، الدورات وغيره.
2- العلاج السلوكي وهذه بعض خطواته:
- ترتيب المخاوف بالترتيب من الأكثر إلى الأقل تهديدًا.
- العمل على إحدى المخاوف (الأقل تهديدًا).
- استخدم الاسترخاء وتقنيات التنفس للمساعدة في إدارة قلقك.
3- النظام الغذائي الصحي:
- تناول الحبوب الكاملة والخضروات ذات الأوراق الخضراء، ومنتجات الألبان قليلة الدسم؛ لأن يمكن أن يساهم نقص بعض الفيتامينات كالمغنيسيوم، والكالسيوم، فيتامين (ب) إلى تفاقم أعراض القلق.
- اختر الأطعمة الطازجة غير المصنعة قدر الإمكان.
- ابتعد عن النيكوتين والكافيين والمنبهات؛ لأنها تحفز الغدد الكظرية على إفراز الأدرينالين، وهو إحدى المواد الكيميائية الرئيسية المسببة للتوتر.
4- ممارسة الرياضة، فهي أفضل علاج للقلق والتوتر العصبي؛ لأنها تحرق المواد الكيميائية المسببة للتوتر.
5- تناول الدواء المناسب بعد استشارة الطبيب النفسي.
6- اللجوء للعلاج بالجلسات النفسية مع المتخصصين.
7-تعزيز الثقة بالنفس؛ لأن غالبًا ما يعاني المصاب باضطراب القلق النفسي من تدني تقدير الذات.
8- الميديتيشن “Meditation”، فهو يساعد على تقليل القلق والتوتر.
9- قضاء ساعات طويلة في ممارسة بعض الهوايات التي تحبها كالرسم، الطبخ وغيره.
وبعد معرفة أسباب اضطراب القلق النفسي وعلاجه! يبقى سؤال هل يوجد أشياء معينة تجعلك أكثر عرضة لهذا المرض؟ الإجابة نعم ولكن ما هي؟
1- امتلاك سمات شخصية معينة مثل الخجل، الشعور بعدم الارتياح تجاه الأشخاص أو المواقف أو البيئات غير المألوفة.
2- الأحداث المؤلمة أثناء مرحلة الطفولة أو مرحلة البلوغ.
3- تاريخ عائلي مرضي من القلق أو حالات الصحة العقلية الأخرى.
4- بعض الأمراض الجسدية مثل مشاكل الغدة الدرقية، وعدم انتظام ضربات القلب.
5- الدورة الشهرية عند النساء.
في النهاية نتمنى الشفاء العاجل لجميع المرضى وخاصةً النفسيين، وإذا كنت تعاني من أحد اضطرابات القلق النفسي، بادر الآن بالحجز معنا ليساعدك أفضل الأطباء المتخصصين.