سبحان الله الذي يرينا آياته القرآنية في الآفاق و في الأنفس حتى يتبين لنا أن هذا القرآن هو الحق. لقد أظهرت الدراسات العلمية النفسية مؤخراً تأثير بعض وسائل الاتصال الاجتماعي على الصحة النفسية، ما مفاده أن اطلاع الناس، من خلال الانستغرام و غيرها من وسائل الاتصال، على مقاطع و مشاهد من تمتع الناس بما عندهم من متع شخصية أو ميزات جسدية أو مناسبات اجتماعية خاصة، و عقد المقارنات فيما بينهم يؤدي إلى الشعور بعدم الرضى عن أنفسهم و عن حياتهم و الدخول في حالة الاكتئاب، و في بعض الحالات التفكير أو القيام بمحاولات الانتحار. لذلك قال الله تعالى:
(وَلَا تَمُدَّنَّ عَيْنَيْكَ إِلَىٰ مَا مَتَّعْنَا بِهِ أَزْوَاجًا مِّنْهُمْ زَهْرَةَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا لِنَفْتِنَهُمْ فِيهِ ۚ وَرِزْقُ رَبِّكَ خَيْرٌ وَأَبْقَىٰ (131) طه. فالناس يُظهِرون على وسائل الاتصال الاجتماعي أفضل ما يجري في حياتهم أو أحسن ما عندهم، بينما لا يظهر الجانب المظلم من حياتهم، فيظن المشاهد خطأ أن غيره يعيش في حياة النعيم بينما يعيش هو في حياة الجحيم، و يغفل عما منحه الله من نعم و أنه فضله على كثير ممن خلق تفضيلاً. لذلك كان خيراً له من مد العين إلى ما متع الله الآخرين بزهرة الحياة الدنيا، أن يسعه بيته و يذكر نعمة الله عليه كما قال تعالى:
(يَا أَيُّهَا النَّاسُ اذْكُرُوا نِعْمَتَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ ..).