الشخصية الهيستيرية هي الشخصية غير مستقرة على وضع معين فهي تجمع بين المبالغة والتناقض فأسلوب المبالغة يكون في المواقف الاجتماعية طريقة للتعبير عم ترغب به والتناقض يكون بين ما يقوله صاحب هذه الشخصية وما يريده وما يشعر به وبين سلوكه الفعلي المشتمل على أعراض الهيستيريا.
تكثر هذه الأعراض الهستيرية في النساء عنها في الرجال لكونهن أكثر احساسًا ورقة وضعف وغالبًا يكون متوسط العمر لحدوثها ما بين 15 – 20 عام
يعتقد من يتعامل مع تلك الشخصية بأن صاحبها يقوم بالتمثيل وافتعال الأعراض والانفعالات أيًا كان نوعها فهو يبالغ في إظهار مشاعره المتنوعة ما بين الامتنان والحب أو الحزن أو التعاسة لدرجة يظن فيها المعالج والمحيطين بأنها مشاعر وانفعالات كاذبة وذلك لأنه وراء هذه الأعراض الهيستيرية أهداف وأعراض لا يدري المريض نفسه بها، ولكن لديه احساس داخلي وشعور جزئي بالعرض ويعرف الأسباب ولكنها هي المخرج الوحيد أمامه.
لذلك يجب على الطبيب النفسي أو الأهل والأصدقاء أن يعرفوا شخصية مريضهم جيدًا وتفاصيل حياته وشكواه بشكل عام وكامل ولا يهتموا فقط بعرض واحد دون أخر لأنه حتى وأن زال هذه العرض فهو في الغالب يعود مرة أخرى وقد يكون هو نفسه أو عرض اخر يحل محله ويقوم بنفس وظيفة العرض الأول.
وهذه بعض الأمثلة لبعض الشخصيات الهستيرية:
- إمراه تردد أنها ترغب في الانتحار والتخلص من حياتها ولكنها تقوم بذلك أمام الناس ليقوموا بإنقاذها حتى تجبرهم على الخضوع وتحقيق مطالبها. }من يريد الانتحار والموت سيقوم بذلك فعليا وفي الخفاء وستعلم الناس بموته بعد ذلك {
- فتاة تقول إنها تريد مساعدة والدتها في الأعمال المنزلية ولكن تشعر تشنجات في يدها تمنعها من القيام بذلك.
- طالبة تقول إنها ترغب في الدخول الى الامتحان حتى تنجح وتعمل بعد ذلك ولكن لا تستطيع رؤية الأسئلة في ورقة الامتحان أو يكون لديها امتحان شفوي ولكن لا تستطيع التحدث.
- فتاة تم عقد قرانها وهي لا ترغب في هذا الزوج وعندما تم تحديد موعد الزفاف انقطع كلامها مطلقًا وتتعامل مع أهلها بالإشارة ولن تتكلم مطلقًا فطالما أنها مازالت متزوجة طالما بقيت الأعراض خصوصًا أن الهدف الحقيقي وراء الأعراض هو عدم رغبتها في الكلام مع الزوج الذي ترفضه، وهي في الحقيقة تطلب منه ومن أهلها أن يتم هذا الزواج ولكن بطريقة غير لفظية.
وقد يشعر الأطباء والمعالجين النفسيين ببعض الإحباط أثناء العمل مع مريضة تعاني من أعراض هيستيرية لأنها أحيانًا تتحسن بشكل سريع ربما في لحظات بكلمة من الطبيب أو المعالج، وأحيان أخرى لا تستجيب مطلقًا لأن الأسباب والأهداف الخفية التي تسببت في ظهور الأعراض مازالت موجودة لديها ولم يتم تحقيقها. كالمريضة التي أصابها الدوار والرعشة في أول يوم في امتحانات الثانوية العامة ولم تستطع أبدًا الإمساك بالقلم، ربما يستمر العرض حتى نهاية الامتحانات وهذه الأعراض أخذت فترة من زمنية من العلاج ولن تستجيب حتى ينتهي الهدف الذي ترغب في تحقيقه.