كيف يمكن أن يشكل التنمر أدمغة المراهقين

في السنوات الأخيرة، أظهرت الدراسات أن إيذاء الأقران(التنمر) يؤثر على مئات الملايين من الأطفال والمراهقين، مع آثار تستمر أحيانًا لسنوات وربما عقود.

عادة ما يتم تعريف التنمر على أنه سلوك متكرر ومتعمد لفظي وجسدي ومعادٍ للمجتمع يسعى إلى ترهيب أو إيذاء أو تهميش شخص يُنظر إليه على أنه أصغر أو أضعف أو أقل قوة. تشمل الأشكال الشائعة للتنمر اللغة المسيئة والأذى الجسدي. يرتبط التعرض للإيذاء المزمن من الأقران بانخفاض التحصيل الدراسي، وارتفاع معدلات البطالة، والاكتئاب، والقلق، واضطراب ما بعد الصدمة، وإيذاء النفس والأفكار الانتحارية.

ركزت الكثير من الابحاث على تأثير التنمر على نظام الاستجابة للتوتر في الجسم. حيث سلطت ورقة بحثية نُشرت في مجلة Molecular Psychiatry  الضوء على مجال مختلف وهو هندسة الدماغ. يمكن أن تؤثر الصدمة الناتجة عن التنمر المزمن على بنية الدماغ. وفقًا لبيانات التصوير بالرنين المغناطيسي الطولي (MRI) التي جمعها فريق دولي مقره في King’s   College London. , أظهرت النتائج تغييرات مماثلة في الأطفال والبالغين الذين عانوا مما يُعرف باسم “سوء معاملة الأطفال” – الإهمال أو سوء المعاملة من قبل مقدمي الرعاية البالغين مماثلة لما جاء في دراسات سابقة.

استخدم باحثو King’s College مجموعة بيانات تضمنت بيانات إكلينيكية ووراثية وتصوير عصبي لـ 682 شابًا من فرنسا وألمانيا وأيرلندا والمملكة المتحدة تم جمعها كجزء من مشروع بحث أوروبي وهي واحدة من أولى الدراسات الطولية للبحث في نمو دماغ المراهقين والصحة العقلية. في الدراسات الطولية، يتم جمع البيانات على مدى عدد من السنوات. يسمح هذا للباحثين بتتبع الأطفال بمرور الوقت وتحديد ما إذا كانت تجارب معينة -مثل التعرض للتنمر -مرتبطة بالتغيرات الهيكلية في الدماغ.

أكمل الشباب استبيانات في سن 14 و16 و19 حول مدى التنمر في حياتهم اليومية. تم الحصول على فحوصات التصوير بالرنين المغناطيسي في سن 14 و19. وحدد الباحثون تسعة مناطق (يمين ويسار) ذات أهمية مرتبطة بالتوتر وسوء المعاملة.

من خلال تحليل التغيرات في حجم الدماغ في سن 19، وجدوا أن المشاركين الذين عانوا من التنمر المزمن كان لديهم انخفاضًا حادًا في حجم منطقتين مشاركتين في الحركة والتعلم – البطامة اليسرى والنواة الذنبية اليسرى. عانى هؤلاء المشاركون أيضًا من مستويات أعلى من القلق العام. توجد مستقبلات الكورتيزول في معظم الخلايا في جميع أنحاء الجسم. يعتقد بعض الباحثين أن الإجهاد السام الناتج عن التعرض للتنمر المزمن يمكن أن يؤدي إلى تلف مواقع المستقبلات وموت الخلايا العصبية، وبالتالي العديد من النتائج السلبية اللاحقة، مثل التحصيل الدراسي المنخفض والاكتئاب.

 المصدر:

McCullom, R. (2019, September 10). How Bullying May Shape Adolescent Brains. Time. https://time.com/5672355/bullying-affects-adolescent-brains/.

الكاتب: ابتهال ابراهيم بن علي

اخصائي العلاج النفسي العيادي

الماجستير في علم النفس العيادي – الولايات المتحدة الامريكية