العمل من المنزل في ظل أزمة كورونا

لفد أتى على الناس زمان كورونا حيث مليارات الناس العاملين منهم والعاطلين عن العمل يجلسون ببيوتهم و يقضون أوقاتهم فيها .والجديد في الأمر هو أن الناس العاملون أصبحو يديرون أعمالهم وهم في البيوت . لقد أصبح البيت جامعا بين بيئة الأسرة وبيئة العمل. وكان على من يعمل فيه أن يوفق بين الأمرين ويتوافق نفسيا معهما. ولاشك في أن تحقيق التوافق النفسي للعاملين عن بعد يحتاج الى دعم نفسي يوفر لهم . لكي يؤودوا عمله على أكمل وجه . يرتكز الدعم النفسي على ركيزتين اساسيتين . الأولى: رفع مستوى الدافعية النفسية لهؤلاء العاملين للقيام بواجبات العمل عن بعد والثانية : تخفيف مستوى القلق والعوامل المنفرة التي تثبط هممهم. بالنسبة للركيزة الأولى الحافزية للعمل عن بعد ويمكن تحقيقها عن طريق مجموعة من الاجراءات: 

  • التواصل المستمر بين العاملين ومدرائهم بحيث يؤكد المدراء للعاملين على أهمية ودور العاملين وحاجة المؤسسة التي يعملون معها إلى جهودهم القيمة وكذلك حاجة المجتمع والناس الى هذه الجهود.
  • التوضيح للعاملين أن الظروف الاستثنائية والأوقات العصبية تتطلب ترتيبات استثنائية واشخاصا استثنائيين في إخلاصهم لعملهم وإتقانهم له.
  • التوفيق بين متطلبات الأسرة ومتطلبات العمل من ناحية وتوزيع الوقت على الامرين في تلبية احتياجات كل أمر من غير تعارض.
  • الجلوس مع افراد الأسرة وتوضيح المستجدات والمتغيرات التي طرأت على حياة الأسرة وبيان اهمية التعاون بين افراد الاسرة لتوفير الجو الملائم لم يعمل عن بعد لكي ياخذ وقته ويحظى بالخصوصية والسرية لما يقوم به من عمل لصالح المؤسسة التي يعمل بها .
  • مراعاة الإدارة للظروف الخاصة التي قد يمر بها الموظف او أحد أفراد أسرته سواء أكانت نفسية أم عضوية وتوفير الوقت والإمكانات اللازمه له ولأفراد عائلته ان امكن للحصول على الرعاية والعناية الصحية اللازمة.

:أما بالنسبة للركيزة  الثانية وهي التقليل من عوامل القلق الذي قد يعيق عمل العاملين عن بعد فإنه ينصح بإتباع الإرشادات التالية

  • الحصول على المعلومات الصحية الموثوقة عن الفايروس من المصادر الموثوقة من ناحية وعن انتشاره وتأثيراته الصحية وأعراضه وكيفية التعامل معه فيما لو تعرض العامل عن بعد او أحد أفراد أسرته للإصابه بهذا الفايروس.
  • التاكيد على أهمية دور جهاز المناعة الحيوي للإنسان وقدرته بالتقدم على القضاء على هذا الفايروس إذا تمتع العامل بصح نفسية وعضوية جيدة. ويتحقق ذلك من خلال اتخاذ الاجراءات الصحية النفسية والعضوية المناسبة والتوكل على الله والإيمان بما جاء في قوله تعالى ( قل لن يصيبنا إلا ماكتبه الله لنا ) وقوله تعالى ( وإذا مرضت فهو يشفين).
  • بيان أن العمل عن بعد هو أحد الإجراءات الفعالة لمنع انتقال العدوى وانتشار المرض داخل المجتمع وهو لصالح الجميع وسوف يكون مؤقتا حتى الإنتهاء من هذه الجائحة .
  • بيان أن العمل عن بعد في المنزل يتيح الفرصة للاطمئنان على أفراد الأسرة وعلى الشعور بالقرب منهم كما يتيح لأفراد الأسرة الاطمئنان على صحة وسلامة رب الأسرة الذي يعمل عن بعد.
  • تجنب التركيز والمتابعة المستمرة لأخبار الكورونا في العالم وعوضا عن ذلك إشغال النفس بالإضافة إلى واجب العمل ببعض الهوايات وانشطة الحياة المفيدة لتعديل المزاج والخروج والتحرر من جو الكورونا حتى لايصبح كابوسا على قلوب وعقول الناس .

 

                             وأخيرا وليس آخرا يجب أن نعلم أن

                  الله هو الشافي والمعافي والمحيي والمميت وإليه المصير

الكاتب : د. سامر العرار 

استشاري العلاج السلوكي والمعرفي 

مركز خبراء النفس الطبي – جدة 

Leave a Reply