الأرق السلوكي عند الأطفال

الأرق السلوكي عند الأطفال

الأرق السلوكي عند الأطفال هو صعوبة ولوج الطفل في النوم أو الاستمرار فيه من غير انقطاع، كما أنه نوم لا يستعيد فيه الطفل نشاطه و حيويته.

أسباب الأرق السلوكي عند الأطفال

يعاني الأطفال مثل الكبار من الأرق و يمكن أن نعزو هذه المعاناة لأسباب متعددة منها بيئة النوم المنزلية كأن يتعرض الطفل قبل النوم لمشاهد و أصوات مرعبة يستمتع في مشاهدتها على التلفاز الكبار بينما تنطبع في ذاكرته بوحشتها من غير تأويل أو تفسير مناسب

و من الأسباب أيضاً العادات السيئة التي تعود عليها الأطفال قبل النوم كالسهر و اللعب و تناول الأطعمة الدسمة.

و من الأسباب ما يعود إلى سلوك الأبوين و أسلوبهما في التعامل مع الأبناء حيث يظهر أثر ذلك على سلوك النوم عند الطفل من ناحيتين: الأولى حينما يجد الطفل الصغير نفسه في السرير بعيداً عن أبويه وقت الشروع في النوم أو حينما يصحو من نومه فجأة أثناء فترة النوم، بعد أن تعود في السابق على الأغاني و الحكايات التي تتلوها عليه أمه قبل أن يستغرق في نومه فيلقى نفسه وحيداً من غير أنيس يؤنس وحشة ليلته الطويلة التي لا يبدو لها من نهاية.

الأثر الآخر الذي يمارسه الأبوان على سلوك النوم عند الطفل هو ما يعرف بأرق وضع الضوابط للنوم و بخاصة في مرحلة ما قبل المدرسة و المرحلة المدرسية الأولى عندما يحاول الآباء فرض شروط النوم على الطفل و تحديد قواعد ناظمة له في وقت فات فيه أوان ذلك و فقد فيه الأبوان القدرة على التحكم بسلوك أطفالهم بسبب عدم تعويدهم للطفل على نظام قضاء الأوقات و ثبات مواعيد الأنشطة اليومية،

و كأن لسان حال الطفل يقول لهما من أين لكما هذا النظام الذي ما أنزل الله به من سلطان، لذلك نجده يتحدى و يقاوم هذه الشروط التي يرى أنها دخيلة عليه و يدخل في دوامة الصراع على النفوذ مع والديه و يصبح النوم بحد ذاته هو الضحية لهذا الصراع.

المزيد من الأسباب

للخروج من هذه الدوامة يحتاج الأبوان لاستعادة دورهما القيادي و الإمساك بزمام التحكم في توجيه سلوك الطفل إلى إعادة ترتيب الأمور في الحياة اليومية في البيت و التعريف بالقواعد الناظمة للسلوك في البيت و تقديم الأبوين لنفسهما على أنهما العين الساهرة على تنفيذ هذه القوانين و هذا يتطلب من الأبوين توفير السبل التي تدعم و تساعد على تطبيق هذه القواعد أي أن تكون البيئة المنزلية و العائلية مساعدة على ذلك

كذلك يحتاج الأبوان لأن يكونا منسجمين مع هذه الأنظمة و ثابتين عليها مع القدرة على استخدام نظام العواقب المرغبة (الترغيب) و العواقب المنفرة (التنفير) كنتيجة منطقية لحسن التطبيق أو لارتكاب المخالفة بحق القواعد السلوكية المتفق عليها.

و من الأسباب الأخرى للأرق عند الأطفال هو من المعاناة من مشكلات سلوكية أخرى مثل فرط النشاط الحركي الزائد و السلوك الإندفاعي و أو التوتر العضلي أو الإنفعالي أو السلوك المشاكس و المعاند.

علاج الأرق السلوكي عند الأطفال

بعض العلاجات لمشكلات الأرق السلوكي عند الأطفال تكون دوائية تحت إشراف طبيب الأطفال حتى لا يحصل للطفل حالة التعود على الدواء

و بعض العلاجات تكون بتوفير حمية غذائية متوازنة و منظمة تحت إشراف طبيب الأطفال أيضاً مع اعتماد أسلوب حياة منزلي منظم يساعد الطفل على تشكيل عادات سلوكية صحية في النوم و كذلك في المأكل و المشرب و الملعب.

هناك علاجات سلوكية تقوم على الإرشاد النفسي وجها لوجه مع الطفل لكي يعالج مخاوفه و مواقفه العاطفية و يصحح له بعض المعارف و الأفكار المغلوطة عن نفسه و عن الآخرين و عما يجري من حوله، مما يساعده على اكتساب الثقة بالنفس و بالبيئة التي تحيط به حتى يمسي أقدر على النوم في بيته و في سريره نوم قرير العين.

بقلم د. سامر عرار

استشاري في علم النفس الإرشادي

في مركز خبراء النفس الطبي بجدة

Leave a Reply