في صباح الحادي عشر من شهر مايو، شعرت بحالة نفسية غريبة تسببت في قلق وتوتر داخلي، ولم تكن لدي أدنى فكرة عن مصدر هذه الحالة. ومع مرور الوقت، تفاقمت حدة هذه الحالة، مما جعلني أشعر بأنني أواجه صراعًا داخليًا شديدًا، ولم أستطع التخلص من هذه الحالة رغم محاولاتي.
وجدت صعوبة في التركيز في العمل مع وجود القلق الظاهر فى علاقاتى، تحولت من شخص ذو إنجازات يتحدث بها الجميع و يفخر بقدرته على التعامل مع أي شيء ترمي به الحياة في طريقه إلى شخص ترمى به الهاوية فى أى مكان وزمان.
حاولت التحدث مع الصديق والقريب حول ما كنت أعاني منه، لم يفهم أحداً ما يدور داخلي، كانوا يطلبون مني الاسترخاء، أو التفكير بشكل إيجابي، لكن الأمر لم يكن بهذه البساطة.
بعد الوصول إلى نقطة الانهيار طلبت المساعدة بشكل علمي من الطبيب النفسي، الطبيب المعالج الذي إذا ذهبت اليه ينعتك الجميع بالجنون. ولكن في الحقيقة ان طلب المساعدة من أجل صحتك العقلية هو علامة على القوة حيث يتطلب الأمر شجاعة لمواجهة معاناتك وهي خطوة نحو التعافي والشفاء
ما الذي يقوم به الطبيب النفسي ليصنع الفارق؟
الطبيب النفسي هو طبيب متخصص في التشخيص والعلاج والوقاية من الاضطرابات العاطفية والأمراض العقلية. حيث لديه القدرة على فهم التفاعل المعقد بين العقل والجسم.
عندما تقابل المعالج النفسي لأول مرة – فيما يُدعي ب استشارة طبيب نفسي – يقوم بأخذ تاريخ طبي مفصل مع طرح الأسئلة حول الأعراض وتاريخ العائلة مع هذه الأعراض. كما أنه قد يطلب فحص طبي جسدي مع الاختبارات المعملية لاستبعاد أي حالات طبية من الممكن أن تساهم في ظهور الأعراض.
بناءً على هذه المعلومات، سيعمل الطبيب النفسي لوضع خطة علاج مصممة خصيصاً وفقًا لاحتياجاتك الفريدة. قد يشمل ذلك الأدوية أو العلاج النفسي أو تغيير نمط الحياة أو مزيج من هذه الأساليب. سيقوم المعالج النفسي أيضًا بمراقبة تقدمك بمرور الوقت وإجراء تعديلات على خطة العلاج الخاصة بك حسب الحاجة.
كيف تعرف أنك بحاجة إلى استشارة طبيب نفسي؟
قد تتساءل متى يجب أن أذهب إلى معالج نفسي؟ ربما كنت تعاني من القلق أو الاكتئاب أو أي مشكلة أخرى تتعلق بالصحة النفسية والعقلية، ولست على يقين مما إذا كانت خطيرة بما يكفي لتستحق استشارة طبيب نفسي، أو ربما تخشى وصمة العار التي غالبًا ما ترتبط بالسعي للحصول على علاج للصحة العقلية. مهما كانت أسبابك سوف نرشدك إلى الدلائل على وجوبية زيارة الطبيب النفسي.
علامات تؤكد حاجتك إلى طبيب نفسي.
تغيرات في شخصيتك المعتادة.
في بعض الأيام، من الصعب أن تشعر أنك على طبيعتك. ولكن عند استمرار هذا الشعور لفترة طويلة، أو إذا لاحظت وجوده في من تحب، فقد حان الوقت لطلب المساعدة من المعالج النفسي والبحث عن المشاكل الأساسية.
تغيرات في المشاعر مثل ضائقة عاطفية.
التوتر غير المعتاد والقلق واليأس والمشاعر القوية الأخرى كلها علامات تدل على وجود المرض النفسي.
حيث يشعر الجميع بمشاعر الحزن والغضب والقلق من وقت لآخر ولكن إذا شعرت بالإرهاق من هذه المشاعر واستمرت لأيام أو أسابيع أو وصلت إلى شهور، فقد تكون علامة على حدوث شيء أكثر خطورة.
العزلة.
يجب إيلاء اهتمام خاص عندما تقوم بإلغاء الأنشطة الاجتماعية العادية أو تتجنب التواصل المعتاد مع الأصدقاء والعائلة.
حيث يمكن أن يكون لصحتك النفسية تأثير عميق على علاقاتك بالآخرين، فقد تجد أنك تنسحب من الأصدقاء والعائلة، أو تهاجم أحبابك، أو تكافح من أجل الحفاظ على حدود صحية فى العلاقات. إذا كانت صحتك النفسية تؤثر على علاقاتك، فقد حان الوقت لطلب استشارة طبيب نفسي. حيث سيساعدك الطبيب النفسي على تعلم كيفية التواصل بشكل فعال، ووضع الحدود الآمنة، وبناء علاقات صحية.
أن تكافح في روتين حياتك اليومية.
إذا كانت صحتك النفسية تؤثر على قدرتك على العمل أو رعاية أطفالك أو المشاركة في الأنشطة التي تستمتع بها او الاعتيادية في روتينك اليومي، فقد حان الوقت للتواصل مع الطبيب النفسي. حيث يساعدك في تطوير استراتيجيات التأقلم وإدارة الأعراض والعودة إلى عيش حياة مُرضية.
أن تعاني من أعراض مرض جسدية.
من المحتمل أن تظهر أعراض الصحة النفسية في هيئة أعراض جسدية متعددة مثل التعب والإرهاق. فإذا كنت تعاني من هذه الأعراض ولم يتمكن طبيبك من العثور على سبب جسدي، سيساعدك الطبيب النفسي في استكشاف العلاقة بين الأعراض الجسدية التي تعاني منها وصحتك النفسية.
مركز خبراء النفس هنا لمساعدتك فى مواجهة صعوبات الحياة من خلال متخصصين ذوي خبرة علمية لتقديم المساعدة والرعاية المطلوبة فى جميع الأمراض النفسية وإدارتها، تذكر دائما أن طلب المساعدة من الطبيب النفسي علامة على القوة واحترام الذات.