الشخصية العصابية

الشخص العصابي هو شخص سهل الاستثارة حيث ينفعل وإن كانت الأحداث التافهة ويشعر دائما بعدم الاستقرار والتشاؤم والميل إلى المبالغة والتطرف. ويعتبر العصاب هو الشرط الأساسي لوجود القلق المرضي.  وصاحب الشخصية العصابية عادةً يتجنب المواقف التي تثير القلق لديه ويتهرب منها فيتحول إلى شخص انسحابي يتجنب المشاكل بدلاً من مواجهتها ولا يساهم في الحياة بأي شكل من الأشكال وهو لا يستطيع أن يعبر عن مشاعره الحقيقية ويعارض أراء الاخرين ويرغم نفسه على قبول أشياء لا يحبها. وكذلك هو منشغل بمشاكله الداخلية ويفتقد الاتصال السليم بالآخرين كالاتصال الذي يتم بين الأب وأبنائه، أو الرئيس ومرؤوسيه. ويعتبر العصابي ضحية تصرفاته الاجتماعية الخاطئة حيث أن تجنب الناس له يكون بسبب محاولاته المستمرة لوضعهم في مواقف دائمة من التأنيب واللوم مما يدفعهم للتعامل معه على نحو متناقض وهنا تتفجر المشاعر العصابية من قلق واكتئاب ومشاعر الوحدة والانعزال والمخاوف الاجتماعية والتأنيب الذاتي. ومثال على ذلك الزوج الذي يغضب زوجته ويلومها إذا اشتكت لوالديها والأستاذ الذي يطلب من تلاميذه التفكير باستقلالية فإذا فعلوا غضب وشعر بالإهانة.  أخطاء التفكير لدى الشخص العصابي نتيجة المعتقدات الفكرية الخاطئة التي ترتبط بالتوتر فإنه يتصرف بطريقة أقل مما تسمح به امكانياته وبالرغم من قدراته المتعددة فهو دائمًا يخشى الفشل ويقلق من التطور أو يتجنب تمامًا المواقف التي تقلقه. وكذلك لديه المبالغة في إضفاء الدلالات عند التعامل مع العالم أو الواقع وذلك كتصور الخطر والدمار وهذا يؤدي بدوره إلى القلق والإحساس بالتهديد دائمًا فتأخر الأطفال في المدرسة قد يفسر على أن خطرًا قد لحق بهم ومرض أحد أفراد الأسرة يعني أنه سيوشك على الموت. 1-    التعميم من الجزء إلى الكل: الشخص العصابي عند الفشل في تحقيق هدف من أهدافه ولو كان صغير فإنه يعتبر نفسه فاشل. 2-    التوقعات السلبية السيئة: التفكير العصابي يرى ويتوقع المصائب وأسوأ الأمور أن تحدث حتى وإن كانت الخبرة التي تثير هذه التوقعات ليست سيئة بشكل كبير. مثل أن يتأخر شخص عصابي على ميعاد العمل فأنه يرجع السبب إلى الزحام والمواصلات وإلى سائق الأتوبيس وغيرها، ولا يرجع الخطأ إلى نفسه وأنه استيقظ متأخرًا. 3-    أخطاء الحكم والاستنتاج: مثال أنه قد يتراجع عن التقدم لعمل جديد ومناسب لأنه رفض في عمل سابق، حيث يقوم بعملية استنتاج خاطئة عندما يرى أن إمكانياته ومواهبه لا تتناسب مع العمل الجديد.     إمكانيات الشخص العصابي لا يطور إمكانياته ومواهبه بل يتجه بدلاً من ذلك إلى التطور بنفسه بطريقة بعيدة من الانتظام حيث يكون هناك تصادم في حياته بين صورته المثالية عن نفسه وإمكانياته. وواقعه الحقيقي وامكانياته الفعلية، ولا يقبل بحل وسط أو بالاعتدال فهو ببساطة إما شخص مثالي كامل أو لاشئ. والعمل الممتاز بالنسبة له لا يكفي لأن أي عمل يعمله يجب أن يكون كاملاً وناجحًا نجاحًا مطلقًا فهو لا يطلب الكمال من نفسه بل يطلبه من الآخرين الذين يحتكون به من أفراد الأسرة أو الزملاء والأصدقاء.

Leave a Reply