اضطراب الشخصية المعادية للمجتمع “الشخصية السيكوباتية” ويتميزون بعدم مقدرتهم على مواكبة أعراف المجتمع التي تحكم الكثير من جوانب الشخصية مما يضطرهم إلى أفعال عدائية.
و عادةً ما يظهر هذا المرض في سن مبكرة حوالي الخامسة عشر من عمر الولد، و تظهر معظم أعراض المرض على الفتيات قبل سن البلوغ.
و في السجون حيث أثبتت الدراسات أن حوالي 75% من المحكوم عليهم بالسجن يعانون من الشخصية المعادية للمجتمع.
الأعراض الاكلينيكية
في الغالب فإن هؤلاء الأشخاص يبدون طبيعيين.
و لكن التاريخ المرضي لديهم دائمًا ما يكشف الستار عن مراحل ومواقف مبعثرة كثيرة في حياتهم من الهروب من المنزل، الشجارات،الكذب، السرقة، القيام بكثير من الأنشطة غير المشروعة.
دائمًا ما يرتادون العيادات من الأطباء ذوي الجنس الآخر بطابع الإغراء و التلون، أبداً لا يظهر عليهم أى أعراض من القلق أو الاكتئاب ، و التناقض الشديد الذي لا يتفق مع مواقفهم.
و بالرغم من ذلك فإن التهديدات بالانتحار عادةً ما تكون شائعة.. و يحمل هؤلاء الأشخاص المصابين تفسيرات و مبررات تجعل تلك التصرفات تبدو و كأنها لا تهمهم و لكن لا يحتوي المكنون العقلي لمثل هؤلاء الأشخاص أى من الضلالات أو أى علامات من التفكير الشاذ .
و دائمًا ما تمتلئ حياة هؤلاء الأشخاص بالكثير من قيادة السيارات سكارى ، التحرش و الاعتداء على الأطفال ، و الاعتداء على الزوجات ، و خيانة العهود ، و الخيانة الزوجية ، و عدم الأمانة.
و عامةً فإن هؤلاء الأشخاص خارجين عن القانون ينتهكون حقوق الآخرين منذ وصولهم إلى حوالي الخامسة عشرة من عمرهم ودائماً في صراعات مع القانون وأفراد أسرهم.
ويلاحظ عليهم السلوك الإندفاعي الأرعن وقلة إحترام القيم الإحتماعيةو ينتابهم الإحباط لقلة إنتاجهم الدراسي أو المهني.
أحياناً يظهرون القلق والإكتئاب وتأنيب الذات بعد إرتكابهم للأعمال الإجرامية والوعد بعدم العودة وفتح صفحات جديدة وسرعان ما يعودون لنفس الأعمال الشائنة واللا أخلاقية مما يؤكد عدم قدرتهم على الإستفادة أو التعلم من الأخطاء والتجارب.
كثيراً ما يظهروا في أول الأمر بحسن السلوك مما يدفع الناس إلى الوثوق بهم ثم سرعان ما يحتالون على من وثق بهم فتسوء العلاقات معهم بعد إنكشاف انحرافهم وخداعهم.
في العلاج النفسي أحياناً يبدون التعاون والرغبة فيه ولكن النتائج دائماً محبطة ودائماً ما يوفقفون البرنامج العلاجي عندما يزول القلق والتوتر الذي نجم عن المشكلة التي تسببت في اللجوء للعلاج.
عادة ما يعاني هذا الشخص من عدم القدرة على الاستمرار على عمل واحد بنجاح لذا فهو يغير عمله بشكل مستمر، كما لا يلتزم بقوانين العمل ومنها الغياب المتكرر مثل التغيب عن العمل أو المدرسة أو الكلية.
ولا يتحمل هذا الشخص أي مسئولية سواء في الحياة الإجتماعية (كأب أو أم) أو الحياة المهنية، كما لا يتعلم هذا الشخص من أخطائه السابقة
يتم تشخيصهم بوجود ثلاثة أو أكثر من تلك الأعراض:
1. عدم قدرتهم على مواكبة أعراف المجتمع مع الأخذ في الاعتبار السلوك المسموح به فيما يتعلق بالسلوكيات المشروعة.
2. مدى صعوبة تخطيطه للحديث أو الأفعال، الإخفاق في التخطيط للمستقبل، و يعاني دائمًا من الإندفاعية.
3. الاستثارة و العدوانية، دائم التوتر و تكرار العدوانية التي يتميز بها ويبرهن على ذلك اعتداءاته المتكررة و سطوه المستمر على الناس و تعدياته عليهم.
4. الاستهتار المتهور بسلامة الذات و الآخرين، وعدم اعتباره لأى أمن يخص الآخرين أو حتى يخصه هو شخصيًا.
5. اللامبالاة و عدم تحمل المسئولية مما يصيبه بالفشل في الاستمرار بأى عمل أو أن يفي بأى متطلبات أو التزامات مادية واجبة عليه.
6. الافتقار إلى الشعور بالندم كما يستدل عليه باللامبالاة عند إلحاق الأذى أو تبريره أو عند إساءة معاملته أو عند سرقته شخصًا آخر.
7. لا يقل عمر الشخص المصاب عن 18 عام.
8. يشترط وجود اضطراب مسلك إذا ظهرت تلك الأعراض قبل 15 عام.
9. لا تكون تلك الأعراض حصرًا في سياق فصام أو اضطراب وجداني.
التشخيصات المشابهة
و يمكن التفريق بين الشخص المضاد للمجتمع و القائمين بأعمال غير مشروعة.وذلك بوجود الكثير من مظاهر الاضطراب في مراحل حياته السابقة مليئة بالكثير من الاضطرابات و بكثير من التركيز في حياة هؤلاء الأشخاص فإحتمال وجود اضطرابات نفسية وعصبية أخرى بهم يحظى بنسبة كبيرة.
و تكمن الصعوبة في التفريق بين الشخص المضاد للمجتمع و الشخص المتعاطي للمواد منذ سن صغيرة و الممتد إلى بدايات سن البلوغ.
و لابد أن يلتزم الطبيب بملاحظة المراحل التي مر بها من خرق للأعراف و عدم انتظام الأسلوب الاجتماعي و المادي لدى الشخص المصاب مع مراعاة الخلفيات الثقافية و الجنس الذي ينتمي إليه المصاب.
المآل
و بملاحظة نمو الشخصية المعادية للمجتمع فإنه يأخذ طريقًا لا يوجد فيه مراحل شفاء remission أو انتكاسات لمثل هذه الأفعال و السلوكيات في وجود أفعال عدائية عادةً ما تظهر في سن متأخر من المراهقة.
و بالرغم من أن بعض الأبحاث قد أوردت انخفاض حدة تلك الأفعال و السلوكيات لدى الشخص المصاب أو اختفائها مع تقدم العمر لديه إلا أن الكثير من المرضي يعانون من أعراض جسدية، اكتئاب،.
العلاج
و تكمن الفائدة الكبرى من العلاج السلوكي لمثل هؤلاء المصابين حال وجودهم محتجزين داخل المستشفى عندما يشعر الشخص بوجوده بين أشخاص لديهم الدافع للتغيير و لهذا السبب فلربما تكون مجموعات المعالجة الذاتية أكثر نجاحًا في علاج مثل هؤلاء الأشخاص. (و هو ما نسميه أحيانًا بالتأهيل)
و قبل أن نبدأ خطة العلاج فلابد من وجود ضوابط محكمة و لابد للمعالج أن يجد الطرق الملائمة للتعامل مع السلوك المدمر لدى هؤلاء الأشخاص و لكسر جدار الخوف من التقارب الذي ينتاب المصاب ، و لابد أن يكون له القدرة على إحباط محالات و رغبات المريض من الهروب من خطة الصلاح و الشفاء المفترض إتباعها بأمانة و إنسانية، و لذلك فلابد للمعالج من الفصل بين العقاب و التحكم و لابد له من الفصل بين المساعدة و المواجهة، و بين العزلة و العقوبة.
العلاج العقاقيري:
و يأتي الدور للعلاج بالعقاقير في إطار التعامل مع أعراض القلق و التوتر و الاكتئاب.
و يمكن استخدام الريتالين Ritalin في المصابين بكثرة النشاط و قلة الانتباه ADHD أو استخدام العلاجات مثل مضادات التشنجات Tegrefal, Depakene في إحكام السيطرة على السلوك الاندفاعي Impulsive behavior
موعة اضطرابات شخصية وسلوكية. وقد سميت هذه الاضطرابات باسماء عديدة مختلفة، منها: اضطراب الشخصية المعادية للمجتمع، اضطراب الشخصية اللا اجتماعية، الاعتلال النفسي (Psychopathy) او الاعتلال الاجتماعي (sociopathy). مجموعة الاسماء هذه تعكس مدى التعقيد السريري للاضطراب، الى جانب حقيقة ان له جوانب اجتماعية هامة.
نمط السلوك المضطرب لدى صاحب الشخصية المعادية للمجتمع يستمر الى ما بعد مرحلة البلوغ، اذ قد يقدم المصابون بهذا الاضطراب على تنفيذ اعمال معينة، بصورة مستمرة ومتكررة، من شانها ان تؤدي في نهاية الامر، في الكثير من الحالات، الى اعتقالهم والزج بهم في السجون. فهم يميلون، على سبيل المثال، الى سلوكيات تشمل: الحاق الاضرار بالممتلكات وتدميرها، المضايقة والازعاج، السرقة او الانخراط في انشغالات اخرى غير قانونية. كما انهم يتجاهلون رغبات، مشاعر وحقوق الاخرين. وهم يلجاون، كثيرا، الى الخداع والمناورة من اجل الربح او المتعة، مثل الحصول على الاموال، الفوز بامتيازات ومكاسب جنسية او اكتساب القوة والباس. لا شيء يردعهم عن الكذب، انتحال الشخصية او التنكر لمعايير واعراف مقبولة. يمكنهم التصرف بصورة اندفاعية دون التخطيط المسبق لخطواتهم وما يمكن ان تؤول اليه من نتائج. ولا تهدف افعالهم وممارساتهم سوى الى الاشباع الفوري لاحتياجاتهم، دون التفكير مسبقا ودون اي اعتبار لعواقب افعالهم، سواء عليهم شخصيا او على الاخرين. المزايا السلوكية المميزة لهذا الاضطراب تتعلق بالتغيرات المتلاحقة والمفاجئة في اماكن العمل، اماكن السكن او في مجال العلاقات الشخصية.
يتميز هذا النوع من اضطراب الشخصية بعدم الاكتراث لحقوق الاخرين وانتهاكها، سوية مع عدم التاقلم مع المعايير والاعراف الاجتماعية السائدة والمقبولة.
وتعود بدايات هذا الاضطراب، عادة، الى سن الطفولة، او الى المراحل المبكرة من سن المراهقة، ويستمر حتى سن البلوغ، بل وبعده.
ثمة طرق يمكن من خلالها تشخيص اضطراب الشخصية، فقط من سن 18 عاما وما فوق، بينما يتم تعريف الاضطرابات التي تظهر قبل تلك السن بانها اضطرابات سلوكية لدى المراهقين.
يميل الاشخاص المصابون بهذا الاضطراب، عادة، الى التصرف بعصبية وعدوانية، وغالبا ما يتورطون في صراعات او شجارات. وهم يتصرفون بعنف ليس مع الغرباء فقط، بل مع ازواجهم او اطفالهم ايضا. ذلك ان استخدامهم للقوة لا يكون في اطار الدفاع عن النفس او الدفاع عن الاخرين.
وثمة ميزة اخرى هي من ميزات تصرفات الاشخاص المصابين بهذا الاضطراب تتمثل في قيادة السيارات بصورة متهورة وغير مسؤولة (السرعة المفرطة، القيادة تحت تاثير المواد، التورط المفرط لحوادث السير). كما يميل هؤلاء الى ممارسة سلوكيات جنسية بلا قيود او حدود، بما يترتب عن ذلك من عواقب وخيمة. كما انهم يهملون ابناءهم ولا يقدرون على رعاية احتياجاتهم، مما يشكل خطرا حقيقيا عليهم.
يتميز سلوك هؤلاء المرضى بانه عديم المسؤولية، قطعيا ودائما. ففي مجال العمل، مثلا، يقضون فترات طويلة جدا ومتواصلة بدون عمل، اذ يرفضون العمل حتى لو كان بالامكان الحصول عليه، او يتركون عملهم قبل ترتيب وضمان عمل بديل. وغالبا ما يتغيبون عن عملهم، لا بسبب المرض تحديدا. انهم يتورطون في الديون، ويهملون شؤون اسرهم. وعند وضعهم في مواجهة افعالهم وعواقبها على الاخرين فانهم لا يبالون ولا يبدون اي اسف او ندم. بل اكثر من ذلك، يلقون باللوم والمسؤولية على ضحاياهم او على اقربائهم فيتهمونهم بالغباء وقلة الحيلة، كما يقللون من خطورة افعالهم ولا يبدون اي استعداد لتعويض الضحايا.
ينتشر اضطراب الشخصية، اجمالا، لدى ابناء الطبقات الاجتماعية – الاقتصادية الفقيرة، بين الذين يعيشون في المدن الكبيرة، كما انه اكثر شيوعا بين الرجال منه بين النساء. وتشير التقديرات الى ان نحو 3% من الرجال عامة يصابون بهذا الاضطراب، مقابل 1% من النساء.
مع التقدم في السن، وخاصة في العقد الرابع من العمر، تخف حدة الاضطراب. والمعبر الابرز عن ذلك يتمثل، اولا وقبل اي شيء اخر، بالسلوك الجنائي الذي يتراجع كثيرا، بل قد يختفي نهائيا، لكن من الممكن ان يطرا انخفاض ايضا في مجالات اخرى من السلوكيات المعادية للمجتمع.
وقد بينت الدراسات الوبائية (Epidemiological studies) ان احتمال اصابة الاقارب البيولوجيين للمصابين بهذا الاضطراب اكبر من احتمال الاصابة لدى عامة السكان.
من الواضح مما ذكر اعلاه ان اضطراب الشخصية المعادية للمجتمع يشكل تحديا اجتماعيا كبيرا يتمثل في طريقة التعامل مع هذا المرض وفي توفير العلاج المناسب للمصابين به. فان الطرق العلاجية المعتمدة اليوم لم تثبت حتى الان فاعليتها ونجاعتها، مما يشيع تشاؤما كبيرا في نفوس المهنيين العاملين في هذا المجال. وتكمن المشكلة الرئيسية في انعدام الدافع (الحافز) للخضوع الى علاج معين والمواظبة عليه.
هذه الحقيقة، الى جانب عدم قدرة المرضى المصابين بهذا المرض، على تحمل الاحباط، ولو بدرجة بسيطة جدا، وعدم قدرتهم على توقع عواقب افعالهم، تؤدي الى فشل العلاج باساليب وطرق العلاج النفسي المتعارف عليها حتى الان. وعليه، يضطر المجتمع الى التعامل مع هذا الاضطراب بواسطة اجهزة فرض القوانين وتطبيقها (الشرطة والمحاكم اساسا) في غياب العلاج الفعال، وخاصة من خلال الادانات الجنائية، الابعاد او السجن.
أسباب وعوامل خطر شخصية معادية للمجتمع
تشمل عوامل الخطر التي تنبئ بنشوء هذا الاضطراب: احد الوالدين ذو ماض جنائي، عائلة كبيرة، انجازات ضئيلة، طموح متدن وحاصل ذكاء منخفض، علاقات اسرية غير مستقرة وصغر سن الام.
وقد تبين ان اكثر من 60% من الاولاد الذين يتعرضون في طفولتهم لهذه العوامل، يتم تشخيصهم في سن 32 سنة بانهم مصابون بهذا الاضطراب.
اضطراب الشخصية المعادية للمجتمع هو أحد الامراض النفسية التي تؤثر على تكوين شخصية الفرد حيث تصبح طريقة تفكيره وتعامله مع المواقف والاشخاص غير طبيعية.
الأشخاص المصابون باضطراب الشخصية المعادية للمجتمع عادة ينتهكون القانون وحقوق الاخرين وينتهي بهم الأمر دائماً في مشكلات وصراعات. عادة ما يفشل هؤلاء الاشخاص في تكوين علاقات اسرية سليمة او تأدية واجباتهم في العمل او الدراسة.
وعادةً ما يظهر هذا المرض في سن مبكرة حوالي الخامسة عشر من عمر الولد، وتظهر معظم أعراض المرض على الفتيات قبل سن البلوغ. وفي السجون حيث أثبتت الدراسات أن حوالي 75% من المحكوم عليهم بالسجن يعانون من الشخصية المعادية للمجتمع.
أعراض اضطراب الشخصية المعادية للمجتمع: الإستخفاف بمبدأ الصحيح والخاطئ , انتهاج الخداع والكذب , إستخدام الذكاء للتلاعب بالاخرين , الوقوع فى مشكلات قانونية باستمرار , انتهاك حقوق الاخرين دائماً , إهمال أو إساءه معاملة الأطفال , ترهيب الأخرين , السلوك العدواني العنيف , فقدان الإحساس بتأنيب الضمير أو الندم على إيذاء الأخرين , الإندفاع والهياج , الفشل فى إقامة علاقات صحية , الفشل والهرب من المسؤلية فى العمل. من الملاحظ أن حدة هذه الأعراض والسلوكيات تصل إلى قمتها فى فترة العشرينيات من العمر وتقل تدريجياً مع التقدم فى السن ولا يمكن تحديد السبب الحقيقى وراء ذلك هل هو بسبب النضوج النسبى أو زيادة المعرفة الشخصية عن تبعات ومضاعفات مثل هذه السلوكيات وبينما يكون هؤلاء الأفراد أقل عرضه لإرتكاب جرائم ضد الاخرين بتقدمهم فى العمر إلا أن قدرتهم على تكوين علاقات سليمة أو التحول لأفراد منتجين إجتماعيا وعمليا تظل محدودة ومشوشة.